من جلود قوية يشدّونها على أرجلهم. ويقرن [الرجل] بين اللوحين اللذين يكونان فى رجليه بشندال (حبل) طويل مثل عنان الفرس، يمسكه فى يده الشمال، وفى يده اليمى عصا بطوله، وفى أسفل العصا مثل كرة من الثياب محشوّة بصوف كثير مثل رأس الإنسان خفيفة. ويعتمد على تلك العصا فوق الثّلج. ويدفع العصا خلف ظهره كما يصنع الملاّح فى السفينة. فيذهب على ذلك الثلج بسرعة، ولولا تلك الحيلة لم يمكن أحدا أن يمشى هناك البتة، لأن الثلج على الأرض مثل الرمل لا يتلبّد البتة، وأى حيوان يمشى عليه يغوص فى ذلك الثلج فيموت إلا الكلاب والحيوان الخفيف كالثعلب والأرنب، فإنها تمشى عليه بخفة وسرعة». وهى صورة من التزحلق قديمة شبيهة أدق الشبه بصورة التزحلق الحديث الذى تعقد له المسابقات سنويا فى البلاد الأوربية.
ونلتقى بعد أبى حامد الغرناطى من رحالة الأندلس بابن جبير، وسنفرد له مع رحلته كلمة، ويلقانا من رحالة العصر الغرناطى القاضى أبو البقاء (?) البلوى خالد بن عيسى وسمى رحلته «تاج المفرق فى تحلية علماء إفريقيا والمشرق» وقد لقى فيها كثيرين من العلماء وروى عنهم، بدأها فى 18 من صفر سنة 730 وظل يلقى العلماء سنوات ويأخذ عنهم، ونزل تونس وعيّنه أميرها كاتبا فى ديوانه زمنا يسيرا، ثم عاد إلى بلده فعيّن بها قاضيا. ويقول لسان الدين بن الخطيب فى الإحاطة إنه حجّ وقيدّ عن العلماء، ورحلته فى سفر وصف فيه البلاد ومن لقى بفصول، جلب أكثرها من كتابات العماد الأصبهانى وصفوان بن إدريس. ولابن جابر الوادى آشى الذى مرت ترجمته فى الفصل الماضى رحلة دوّن فيها ما اكتسبه من الفوائد الأدبية أثناء أسفاره الطويلة.
ويلقانا ابن (?) الحاج النميرى المولود سنة 713 لأسرة كريمة وقد عنى أبوه بتربيته حتى إذا كانت سنة 734 عيّن كاتبا فى ديوان أبى الحجاج يوسف الأول أمير غرناطة، وفى سنة 737 رحل لأداء فريضة الحج، ونزل فى عودته بقسنطينة سنة 739 وخدم أمراءها.
الحفصيين، ثم تركهم وخدم أبا الحسن المرينى حتى سنة 747 إذ رأى العودة إلى أداء