الحنبلى البغدادى، أما المذهب الشافعى فعنى به بعض الفقهاء ممن كانوا ينزلون مصر، وكثرتهم كانت تتلمذ لأصحاب مالك من مثل عبد الرحمن بن القاسم وأشهب وأصبغ ومن جاء بعدهم، وقلة منهم كانت تتلمذ لأصحاب الشافعى من مثل المزنى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وإبراهيم بن المنذر وأبى الطاهر أحمد بن عمرو ويونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين وإبراهيم بن محمد ابن عم الشافعى ومن جاء بعدهم.

وأول فقيه شافعى يلقانا بقرطبة هو قاسم (?) بن محمد بن سيار المتوفى سنة 276 تتلمذ لبعض من سميتهم من أصحاب الشافعى بالفسطاط ولزم منهم خاصة محمد بن عبد الله بن عبد الحكم للتفقه والمناظرة وصحبه وتحقق به، وعاد إلى الأندلس فعنى بنشر مذهب الشافعى عن طريق التأليف والتدريس، ومما ألف كتاب الإيضاح فى الرد على ابن عتبة وابن مزين الفقيهين المالكيين المار ذكرهما فى ترك التقليد والأخذ بالحجة والنظر، والتفّ حوله بعض الشباب من الفقهاء أمثال أحمد بن خالد ومحمد بن عمر بن لبابة وسعيد بن عثمان الأعناقى. وكان يعاصره بقى بن مخلد، ولم يكن يعيش لمذهب الشافعى مثله غير أنه كان يدعو إلى النظر فيه بجانب مذهب مالك والمذاهب الفقهية الأخرى، وكان قد رحل وتتلمذ لشافعيين مختلفين ولأحمد بن حنبل. ويذكر ابن الفرضى من فقهاء الشافعية يحيى بن عبد العزيز المعروف بابن الخراز (?) المتوفى سنة 295 تتلمذ بمصر للمزنى والربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم أصحاب الشافعى وليونس بن عبد الأعلى، ومما سمعه من ابن عبد الحكم مختصر المزنى ورسالة الشافعى. ومن شافعية الأندلس تلميذ لبقى وقاسم هو أبو الخيار هرون (?) بن نصر القرطبى المتوفى سنة 302 وكان قد تفقه بكتب الشافعى. ومن فقهاء الشافعية فى القرن الرابع الهجرى أسلم (?) بن عبد العزيز المتوفى سنة 319 وقد رحل إلى المشرق وتتلمذ للمزنى والربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم أصحاب الشافعى، وعاد إلى قرطبة، وولى بها قضاء الجماعة مرتين فى أيام عبد الرحمن الناصر وكان يقضى بين الناس بما عليه الجماعة هناك من مذهب مالك. .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015