وكان عبد الله بن عبد الرحمن الناصر شافعيا، وثبت لأبيه أنه يدبر مؤامرة ضده، فأمر بقتله سنة 339 ولو قدرت له الحياة لأعان على انتشار المذهب الشافعى فى الأندلس.
ووفد فى عصر المستنصر (350 - 366 هـ) فقهاء يحملون المذهب الشافعى فأكرمهم وتوسع لهم فى العطاء والرواتب مثل عبيد (?) الله بن عمر المتوفى بقرطبة سنة 360 وكان إماما فى الفقه على مذهب الشافعى كثير التصنيف فيه وفى القراءات والفرائض. ومن فقهاء الشافعية المهمين فى القرن الرابع الأصيلى (?) عبد الله بن إبراهيم المتوفى سنة 392 وله كتاب فى اختلاف مالك والشافعى وأبى حنيفة سماه كتاب الدلائل على أمهات المسائل. ومن كبار فقهاء الشافعية فى القرن الرابع ابن (?) أمية الحجارى وله كتاب فى أحكام القرآن نوه به ابن حزم قائلا إنه كان بصيرا بالكلام، وقلما نسمع بعد عصر بنى أمية عن فقهاء شافعيين مهمين.
وعرفت الأندلس مبكرا مذهب الظاهرية فى الفقه لصاحبه داود بن خلف الظاهرى المتوفى ببغداد سنة 270 إذ تتلمذ له أندلسى هو عبد الله بن محمد بن قاسم المتوفى سنة 272، وقد نسخ كتبه بخطه وأقبل بها إلى الأندلس واجتهد فى نشر المذهب، ولم يكتب له النجاح فيما ابتغى إذ لقى معارضة شديدة من فقهاء المذهب المالكى. ونمضى إلى القرن الرابع الهجرى، ونلتقى بمنذر (?) بن سعيد المتوفى سنة 355 وقد رحل إلى المشرق ودرس على شيوخه من الفقهاء واللغويين، وعاد إلى بلده يحمل معجم العين للخليل عن ابن ولاد المصرى واختلاف العلماء رواية عن ابن المنذر النيسابورى، كما يحمل مذهب داود الظاهرى، وكان خطيبا مفوها، وولاه عبد الرحمن الناصر الصلاة والخطابة فى المسجد الجامع بالزهراء ثم ولاه قضاء الجماعة وظل يليهما فى عهد ابنه الحكم وكان شديدا فى دينه لا تأخذه فى الله لومة لائم، وله مع الناصر عظات محمودة، وكان مذهبه الفقهى المذهب الظاهرى وكان يحتج له ويحامى عنه ويؤثره، حتى إذا جلس مجلس القضاء قضى بمذهب مالك الذى عليه العمل فى بلده ولم يعدل عنه، ويقول ابن حزم إنه كان قويّا على الانتصار للمذهب الظاهرى، وله كتاب فى أحكام القرآن غاية فى بابه. ويلقانا فى القرن