سليمان بن خلف المتوفى سنة 474 رحل وسمع منه خلق كثير غربا وشرقا وله كتاب الاستيفاء شرح الموطأ، والمنتقى مختصره، والإيماء مختصر المنتقى، وكتاب فى الأصول باسم إحكام الفصول فى أحكام الأصول، وأيضا كتاب المقتبس من علم مالك بن أنس والمهذب فى اختصار مدونة سحنون. ويلقانا فى القرن السادس ابن (?) رشد الجد أبو الوليد محمد بن أحمد أشهر فقهاء المالكية فى زمنه المتوفى سنة 520 وله «البيان والتحصيل لما فى المستخرجة (العتبية) من التوجيه والتعليل» بسط فيه الأحكام الفقهية لمذهب مالك بحسب ما جاءت فى المستخرجة، وكتاب المقدمات لأوائل كتاب المدونة. وجاء بعده الفقيه المتبحر أبو (?) بكر بن العربى محمد بن عبد الله المتوفى سنة 543 وله كتاب القبس فى شرح موطأ مالك بن أنس، وشرح عليه ثان باسم ترتيب المسالك فى شرح موطأ مالك، سوى كتب أخرى كثيرة فى شرح كتب الصحاح فى الحديث وفى أحكام القرآن. ويختم القرن السادس بابن رشد المتفلسف حفيد ابن رشد الفقيه، وله فى الفقه كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد ويقول ابن الأبار: ذكر فيه أسباب الخلاف وعلّل ووجّه فأفاد وأمتع به، ولا يعلم فى فنه أنفع منه ولا أحسن مساقا (?). ولا تكاد الأندلس بعد ذلك تخرج فقيها مالكيا كبيرا باستثناء ابن حرب محمد بن أحمد المتوفى سنة 741 وله كتاب الفوائد الفقهية فى المذاهب المالكية والشافعية والحنفية والحنبلية فى ثلاثة مجلدات وجاء بعده ابن عاصم أبو بكر محمد بن محمد المتوفى سنة 829 وله أرجوزة فى الفقه المالكى فى نحو 1690 بيتا وهى منشورة فى باريس منذ القرن الماضى، وكان الطلاب يدرسونها فى جامعة فاس إلى عهد قريب.
ولعل فيما سبق ما يدل على مدى ازدهار المذهب المالكى فى الأندلس، وكان من أهم الأسباب فى ذلك أن جمع له القضاء، فكان له غير قليل من السلطان والرياسة، والناس سراع إلى طلب الدنيا، فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به. ولذلك قل من اعتنق مذهب (?) أبى حنيفة، إذ عدّ مذهب العباسيين خصوم الأمويين فى الأندلس، ومثله المذهب