فإنه روى أحاديثه فى المصنف عن مائتى رجل وأربعة وثمانين ليس فيهم عشرة ضعاف وسائرهم أعلام مشاهير» (?) ويقول ابن حيان فى المقتبس به انتشر الحديث بالأندلس ورسا أصله، ثم تلاه محمد (?) بن وضّاح المتوفى سنة 287 - وله رحلتان إلى المشرق-فى نشر الحديث وسعة الرواية، «فاستوسع أهل الأندلس فى الحديث من يومئذ وصارت دار حديث ومعدن؟ ؟ ؟ سنة» (?) وهما لم يدفعا الأندلس إلى السعة فى الحديث وروايته فحسب، بل دفعاها أيضا إلى معرفة طرقه وعلله. ويلقانا بعد بقى وابن وضاح تلميذهما ثابت (?) بن عبد العزيز السرقسطى المتوفى سنة 313 وابنه قاسم المتوفى قبله سنة 303 وقد رحلا إلى المشرق فى طلب الحديث وعادا إلى قرطبة، فعنى قاسم بتأليف كتاب فى غريب الحديث سماه «الدلائل» وحال الموت بينه وبين تمامه فأتمه أبوه، ويقول ابن حزم إن كتاب الغريب المصنف المشهور فى غريب الحديث لأبى عبيد القاسم بن سلام لا يتميز عليه إلا بالتقدم فى زمن تأليفه فحسب. ومن أهم المحدثين فى القرن الرابع قاسم (?) بن أصبغ تلميذ بقى بن مخلد وابن وضاح المتوفى سنة 340 وله كتاب غرائب حديث مالك بن أنس مما ليس فى الموطأ، وكتاب المجتبى ويشيد ابن حزم بعلو سنده، ويقول: له فى الحديث مصنف، وكذلك لمعاصره محمد (?) بن عبد الملك بن أيمن (المتوفى سنة 330) وهما مصنفان رفيعان احتويا من صحيح الحديث وغريبه ما ليس فى كثير من كتب المصنفات. ويلقانا فى آخر القرن الرابع ابن فطيس المتوفى سنة 401 وينوه ابن بشكوال فى كتابه الصلة بحفظه للحديث وعلله، ومعرفته بأسماء الرواة: المعدّلين منهم والمجرّحين (?). ونلتقى فى القرن الخامس بكتاب الجمع بين الصحيحين للحميدى (?) صاحب جذوة المقتبس التى نرجع إليها فى الهوامش المتوفى سنة 488. ويتكاثر المصنفون لكتب الحديث النبوى فى القرن السادس الهجرى، ومنهم رزين (?) السرقسطى المتوفى سنة 524 وله كتاب التجريد فى الجمع بين الموطأ والصحاح الخمس: البخارى ومسلم وأبى داود والترمذى والنسائى، وقد