الموحدى. وتظل عناية الأندلسيين بالطب متصلة زمن بنى الأحمر بغرناطة، ويؤلف ابن خاتمة المتوفى سنة 770 رسالة فى وصف وباء الطاعون الذى اجتاح مدينة المرية سنتى 749، 750 يصف فيها العدوى وأسبابها ومرض الطاعون وصفا طبيا. ويؤلف معاصره لسان الدين بن الخطيب فى الطب كتابا فى جزءين عن الأمراض والحميات والجراحة.

وكان طبيعيا أن ينشط علم الأدوية أو الصيدلة مع علم الطب إذ هما صنوان، غير أن نشاطه يتسع منذ ترجمة كتاب ديوسقوريدس فى الحشائش والأدوية لعهد عبد الرحمن الناصر، على نحو ما مرّ بنا، وكان له تأثير بعيد فى نهضة علم الصيدلة والأدوية بالأندلس. ومر بنا ذكر أحمد بن يونس طبيب العيون لعهد المستنصر، وكان حاذقا فى صناعة الأدوية والأشربة، ويقول ابن جلجل فى ترجمته إنه تولى خزانة الطب فى قصر المستنصر، ورتّب لها اثنى عشر صبيّا صقالية طبّاخين للأشربة صانعين للمعجونات. ونلتقى فى عصر المؤيد وحاجبه المنصور بن أبى عامر بصيدلى يسمى عبد الرحمن بن إسحق بن الهيثم، إذ ذكر له ابن أبى أصيبعة (?) كتابا يسمى كتاب الكمال والتمام فى الأدوية المسهلة والمقيّئة. وأعظم صيادلة القرن الرابع أبو داود سليمان بن حسان المعروف باسم ابن جلجل (?) مؤلف طبقات الأطباء والحكماء الذى يتردد ذكره فى الهوامش، وأهم كتبه تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديوسقوريدس، وقد فسرها فى الكتاب وأفصح عن مضمونها، وله مقالة فى ذكر أدوية لم يذكرها ديوسقوريدس فى كتابه مما يستعمل فى صناعة الطب، ومقالة ثانية فى أدوية الترياق. وكان يعاصره حامد بن (?) سمجون وله كتاب فى الأدوية المفردة والعقاقير حظى بغير قليل من الشهرة. واطرد نشاط الصيادلة فى عصر أمراء الطوائف، وأهم صيدلى فى عصرهم ابن (?) وافد عبد الرحمن بن محمد المتوفى سنة 466 للهجرة، وفيه يقول صاعد: «تمهّر فى علم الأدوية المفردة حتى ضبط منها ما لم يضبطه أحد فى عصره، وألف فيها كتابا جليلا لا نظير له، جمع فيه ما تضمنه كتاب ديوسقوريدس وكتاب جالينوس المؤلفان فى الأدوية المفردة ورتّبه أحسن ترتيب، وله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015