الطوائف إلى أن توفى سنة 467 للهجرة، وعنه تلقن الطب ابنه أبو العلاء (?) طبيب المعتمد بن عباد ثم يوسف بن تاشفين أمير المرابطين وابنه على إلى أن توفى سنة 525 للهجرة، وله فى الطب تصانيف متعددة، ذكرها ابن أبى أصيبعة، وقال إن أمير المرابطين على بن يوسف بن تاشفين أمر بجمعها ونسخها فى السنة التالية لوفاته، ومن أهمها كتاب التذكرة (ويسمى أحيانا باسم كتاب النكت) وقد نشره جبرييل كولان بالعربية والفرنسية فى باريس سنة 1911 وعليه تتلمذ ابنه عبد الملك (?) طبيب المرابطين ثم الموحدين إلى أن توفى سنة 557 للهجرة ولم يكن بزمانه من يماثله فى صناعة الطب واشتغل الأطباء بمصنفاته وقد بقى منها ثلاثة إلى اليوم، هى: كتاب الاقتصاد فى إصلاح الأنفس والأجساد وهو فى الطب الباطنى، وكتاب الأغذية والأدوية وهو فى الصيدلة والأدوية المفردة، وكتاب التيسير، وقد كتبه تلبية لطلب من ابن رشد، وهو فى الطب العملى، وترجم إلى اللاتينية، وطبعت الترجمة فى البندقية سنة 1490 للميلاد، ويقول ألدومييلى: «يعد عبد الملك بن زهر أعظم طبيب عربى عملى (كلينيكى) بعد الرازى».
وأخذ عنه صناعة الطب ابنه أبو بكر بن زهر الوشاح والشاعر المشهور، الذى انفرد بالإمامة فى الطب لزمنه إلى أن توفى سنة 595 ومرّ بنا فى غير هذا الموضع أن أخته -الملقبة باسم أم عمرو-كانت طبيبة ماهرة، وكانت تعالج نساء الموحدين. واتصل الاهتمام بصناعة الطب فى هذا البيت، فكان عبد الله (?) بن أبى بكر بن زهر طبيبا حاذقا وخدم الناصر الموحدى (595 - 610 هـ) إلى أن توفّى سنة 602 وورث صناعة الطب عنه ابنه أبو العلاء. واشتهر لأبى الوليد بن رشد فيلسوف الأندلس المتوفى سنة 595 كتاب الكليات فى الطب، ويعرض فيه التشريح ووظائف الأعضاء، كما يعرض الأمراض وأعراضها والأدوية والأغذية والعلاج وحفظ الصحة، وقد ترجم إلى اللاتينية فى منتصف القرن الثالث عشر وطبعت الترجمة سنة 1482 وتكررت بعد ذلك طبعاته مع كتب أبى العلاء زهر، وتلقّن صناعة الطب عن ابن رشد ابنه أبو محمد (?) عبد الله وخدم بها الناصر