نوادر محفوظة فى الإبراء من العلل الصعبة بأيسر العلاج وأقربه. وقد استوطن طليطلة، ووزر فيها-حتى وفاته-لأميرها المأمون بن ذى النون. وتسند كتب الصيدلة حينئذ كتب ألّفت فى الفلاحة والنباتات والأشجار، من أهمها كتاب المقنع فى الفلاحة لابن (?) حجاج الإشبيلى المؤلف سنة 467 وقد نشره مجمع اللغة العربية الأردنى. وهو يفيض فى بيان الزراعة والغراسة لمختلف البقول والفواكه والثمار وخاصة الزيتون مع بيان معالجة الافات والامراض، وعلى شاكلة هذا الكتاب فى الفلاحة كتاب لأبى عبيد البكرى الجغرافى المتوفى سنة 487 وهو فى نباتات الأندلس وأشجارها، وكتاب لابن بصال المتوفى سنة 499 بعنوان: «القصد والبيان».

ونمضى إلى القرن السادس الهجرى، ونلتقى فيه بصيدلى كبير هو أحمد (?) بن محمد الغافقى المتوفى سنة 559 للهجرة صاحب كتاب الأدوية المفردة فى العقاقير والأعشاب، وسقط الكتاب من يد الزمن، غير أن ابن البيطار احتفظ فى كتبه بنحو مائتى نقل عنه، وأيضا فإن ابن العبرى المتوفى سنة 684 كان قد وضع له مختصرا ونشره جورج صبحى وماكس مايرهوف بالقاهرة. ونلتقى بعده بابن (?) العوام أبى زكريا يحيى بن محمد صاحب كتاب الفلاحة المنشور بمدريد، وهو موسوعة تاريخية نفيسة فى علم النبات، وقد عدّد منه 585 نوعا منها أكثر من خمسين من الأشجار المثمرة. وممن تعمقوا فى دراسة النباتات فى الكتب الإغريقية والعربية أحمد بن محمد بن مفرج المعروف بلقبه ابن الرومية (?) الإشبيلى المتوفى سنة 637 وقد نزل مصر فى طريقه إلى الحج سنة 613 وتجوّل فى الشام والعراق وعاد إلى موطنه، وله تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديوسقوريدس، ومقالة فى تركيب الأدوية، وأعظم ما أهداه إلى الصيدلة تلميذه ابن البيطار (?) أهم صيادلة العرب أندلسيين وغير أندلسيين، وهو ضياء الدين عبد الله بن أحمد، وقد تجول فى نواحى المغرب والشام وآسيا الصغرى وبلاد اليونان والروم، واستقر بالقاهرة وجعله السلطان الكامل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015