وكان الشعراء المصريون يتغنون بمديح الرسول صلّى الله عليه وسلم من قديم، وأخذ هذا المديح يزدهر فى زمن الحروب الصليبية وأكبر مادح مصرى للرسول البوصيرى ويشتهر بمدحته النبوية المسماة بالهمزية، وربما فاقتها روعة ميميته المسماة بالبردة، وظلت القصيدتان تنشدان-إلى اليوم-فى حفلات الموالد وحلقات الذكر الصوفى. ونلتقى فى العصر العثمانى بمحمد بن أبى الحسن البكرى، وله أشعار يصور فيها بعض مواجده الصوفية، وسؤاله الرسول الشفاعة له يوم القيامة. وألممت بشعراء الفكاهة وعرضت فى ترجمات ابن مكنسة والجزار والسراج الوراق طرائف من فكاهاتهم كما عرضت عند ابن دانيال مسرحياته الفكهة وخاصة مسرحية «طيف الخيال» وهى عمل تمثيلى بديع. وألممت بعامر الأنبوطى فى أيام العثمانيين ومعارضته الفكهة لألفية ابن مالك وغيرها. وعرضت جوانب من الشعر الشعبى وثلاثة من أعلامه هم: إبراهيم المعمار وتورياته المستملحة، والغبارى وأزجاله المتنوعة وابن سودون وفكاهاته المضحكة سواء فى وصفه لزوجته ليلة الدخلة أو فى رثائه لأمه أو فى حديثه عن عجائب الطبيعة، وفيها جميعا يعتمد على المنطق اعتداء يجعل قارئه يستغرق فى الضحك.

وينهض النثر وتزدهر الرسائل الديوانية فيه منذ أيام ابن عبدكان كاتب أحمد بن طولون، ومن أعلام الكتاب الديوانيين فى عهد الفاطميين ابن الصيرفى، وتتميز لغة كتابته بالسجع والسهولة والتوشيح لها بالألفاظ القرآنية والمحسنات البديعة. ونلتقى بالقاضى الفاضل أهم كتاب مصر، وهو رأس مدرسة ظلت حية فى أيام الأيوبيين والمماليك، وهى تلتزم السجع مع صفاء التعبير ومع الإكثار من المحسنات البديعية والعناية بالتورية. ومن كبار الكتاب فى أيام المماليك محيى الدين بن عبد الظاهر وابن فضل الله العمرى، وتطبع كتابتهما الديوانية بطوابع كتابة القاضى الفاضل.

وتكثر الرسائل الشخصية من تهنئة وشكر وعتاب وتعزية واعتذار منذ أيام الفاطميين وتعمها خصائص الكتابة الديوانية لأن أكثر كتابها كانوا من كتّاب الدواوين، ومن أهمهم ابن أبى الشخباء فى زمن الفاطميين، وسجعاته خفيفة رشيقة مع صفاء اللفظ ورصانته. ولابن مماتى كاتب الدواوين فى عهد صلاح الدين رسائل شخصية يعنى فيها بالسجع ومحسنات البديع ومراعاة النظير وحسن التعليل. ويتميز ابن مكانس فى أيام المماليك بالسجع الرشيق والاستعارات والتوريات والجناسات البديعة مع خفة الروح والعذوبة والسلاسة. .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015