ويعنى غير كاتب بصنع مقامات منذ أواخر الدولة الفاطمية، ولا تدور على الشحاذة الأدبية المعروفة فى مقامات الهمذانى والحريرى، بل تدور على المحاورات أو على عرض بعض مسائل علمية أو على المفاخرات أو على حديث قصصى أو على وعظ، وممن نلتقى بهم فيها ابن أبى حجلة المغربى، وله مقامة بديعة فى وصف فيضان النيل، والقلقشندى وله مقامة فى وصف صناعة الإنشاء وتقريظ صاحب ديوانها، وأخرى فى المفاضلة بين العلوم، والسيوطى وله مقامات كثيرة، وأغلبها مفاخرات تدور بين الأزهار أو بين الفواكه أو بين البقول أو بين العطور، والشهاب الخفاجى أيام العثمانيين وله مقامات مختلفة، منها مقامة رومية فى وصف القسطنطينية، وفيها يهاجم متصوفتها وعلماءها ومفتيها، ويختمها بمديح السلطان العثمانى.
وتتكاثر المواعظ والابتهالات وقد ترجمت فى عرضها لأبى الحسن الشاذلى إمام الطريقة الشاذلية، وذكرت قطعة من حزبه الكبير، كما ترجمت لابن عطاء الله السكندرى وذكرت بعض مواعظه، وبالمثل لأحمد الدردير أيام العثمانيين وذكرت قطعة من ورده أو حزبه المشهور. وعرضت كتب النوادر والسير الشعبية بادئا بكتاب المكافأة لابن الداية، وتلوته بأخبار سيبويه المصرى، وكان ينقد الحكام نقدا به كثير من السموم. وتحدثت عن كتاب الفاشوس فى حكم قراقوش لابن مماتى، وكتاب هز القحوف ليوسف الشربينى وما يحملان فى نوادرهما من سخرية لاذعة بالحكام، كما تحدثت عن كتب السير والقصص الشعبية: سيرة عنترة والسيرة الهلالية وسيرة الظاهر بيبرس وسيرة سيف بن ذى يزن وعن ألف ليلة وليلة.