القصص المصرية فى الكتاب وحكايات الشطار بها وما تطبع به من المروءة والفكاهة كما فى حكايات علاء الدين أبى الشامات وأحمد الدنف ودليلة المحتالة وزينب النصابة ومعروف الإسكافى وعلى الزبيق، ويشيع السحر فى هذه الحكايات كما تشيع عادات المصريين، وتصوّر حياتهم فى الأسواق والحمامات وما يغلب عليهم من الإيمان بالطلاسم والرقى والتعاويذ. ونلتقى بجوانب من هذا كله فى حكايات مصرية أخرى كحكاية أبى قير وحكاية أبى صير ومثلهما حكاية المصباح العجيب وأيضا حكاية مريم الزنارية وحكاية الصعيدى وزوجته الإفرنجية وهما تعكسان الصراع بين المسلمين وحملة الصليب. وأهم من كل ما سبق لمصر فى الكتاب أنها هى التى صاغته بلغتها العامية وانتشر بها فى العالم العربى منذ القرن الثامن الهجرى، وبالمثل انتشرت فيه بتلك العامية السّير الشعبية: سير عنترة والهلالية والظاهر بيبرس وسيف بن ذى يزن. وكان لذلك أثر واسع فى تعرف تلك البلدان على العامية المصرية من قديم. وكثيرون يظنون أن تعرف تلك البلدان على عاميتنا أو لغتنا اليومية حديث، وأن الإذاعة والسينما أتاحتا لها هذا التعرّف فى عصرنا، وهو-كما قلنا-تعرّف قديم.