يعرفه. ويبدو أن هذه السيرة لم تكتب فى عهد قريب من الظاهر، لأن الأحداث التاريخية وأسماء الأبطال سوى الظاهر يشوبها كثير من الخيال وتحفل بأساطير وأعمال خارقة للعادة، وترجح كتابتها بعد القرن السابع وقد تكون كتابتها تأخرت إلى القرن التاسع الهجرى.
قصة شعبية مصرية طويلة، تعرض بطولة سيف بن ذى يزن سليل ملوك حمير، وهى تصور الصراع بين العرب والأحباش فى أواخر العصر الجاهلى. وكيف طردهم سيف بن ذى يزن من الجزيرة العربية بعد أن كانوا قد سيطروا على اليمن. وهى فى 17 جزءا وتحمل كثيرا من الأساطير والعجائب ومغامرات سيف بن ذى يزن فى سبيل استقلال بلاده، وبذلك تأخذ السيرة مكانة فى التاريخ القومى العربى، إذ موضوعها حرب بين العرب وأمة الأحباش الأجنبية. وتجعل السيرة سيف بن ذى يزن حنيفا يقتحم معاقل الشرك وهو يقول انما لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله، ويغلب أن تكون قد ألفت بمصر فى القرن الثامن أو التاسع للهجرة.
ذكر ابن النديم فى كتابه «الفهرست»: من كتب الأسمار والخرافات التى نقلت عن الفرس كتاب هزار أفسانه أى ألف خرافة. والمعروف أنه يرجع إلى أصل هندى. ويغلب أن يكون قد نقل إلى العربية فى القرن الثالث الهجرى، ولا يعرف بالضبط متى أضيفت إلى اسمه وهو ألف ليلة كلمة ليلة الثانية، ويغلب أن يكون قد أريد بها أن يحوى ليالى كثيرة تزيد عن الألف. وأخذت تضاف إلى الكتاب فى بغداد أقاصيص كثيرة، وبالمثل أضافت إليه مصر بدورها أقاصيص متنوعة. ويمكن أن تميز الأقاصيص الهندية الأصل فيه بتداخلها كحكاية الصعاليك الثلاثة.
وتميّز الحكايات الفارسية فيه بحكايات الظرفاء وبعض الحكايات المفردة. وبه حكايات عربية خالصة كحكاية حاتم الطائى وإبراهيم المهدى. ويشيع فى الحكايات البغدادية ذكر هرون الرشيد وتنكره وتدينه البالغ وحبه لمباهج الحياة وللرعية وحب الرعية له ووصف بلاطه وقصوره. وتكثر