بأسماء من كانوا يعتقنون هذا المذهب مثل بدر الدين محمد بن إبراهيم المعروف بالبشتكى المتوفى سنة 831.

ومعروف أنه حين حكم الفاطميون مصر كانوا يولون على القضاء فقهاء من عقيدتهم، ومرّ بنا فى الفصل الأول بيان لمبادئ عقيدتهم الأساسية وإشارة إلى بعض آرائهم الفقهية التى خالفوا فيها الجماعة، وأول قضاتهم بمصر النعمان (?) بن منصور التميمى الملقب بأبى حنيفة الشيعة، كان فى أول أمره مالكيا، ثم تحول إلى مذهب الإمامية الشيعى، ثم انتقل إلى عقيدة الإسماعيلية فى خدمة المعز لدين الله بإفريقية، وقدم معه إلى مصر فأسند إليه القضاء، ولم يلبث أن توفى سنة 363. وله مصنفات فقهية شيعية مختلفة أهمها كتابه «دعائم الإسلام فى الحلال والحرام والقضايا والأحكام عن أهل بيت رسول الله» وهو المصدر الأساسى فى الفقه وعلم الكلام عند الشيعة الإسماعيلية.

ونشر له المرحوم الدكتور محمد كامل حسين كتاب الهمة فى آداب اتباع الأئمة، وذكر فى مقدمته له كثيرا من الكتب الفقهية الإسماعيلية.

وظل القضاء الفاطمى بعده فى بيته إلى نهاية القرن الرابع الهجرى. وينزل مصر سنة 407 كبير دعاة الفاطميين وفقهائهم فى الشرق حميد (?) الدين الكرمانى ولا يلبث أن يتوفى سنة 408 ومن أهم مصنفاته كتاب «راحة العقل» الذى حققه ونشره المرحومان: الدكتور محمد مصطفى حلمى والدكتور محمد كامل حسين، وهو يزخر بمسائل فلسفية وعقيدية متشابكة. وينزل مصر بعده المؤيد (?) فى الدين هبة الله الشيرازى أكبر دعاة الفاطميين وفقهائهم فى القرن الخامس، وقد ظل بها نحو 30 عاما حتى توفى سنة 470 وأهم مصنفاته المجالس المؤيدية، وهى ثمانمائة مجلس فى العقيدة الفاطمية وتشتمل على كثير من المسائل العقيدية والفقهية، ونشر الدكتور محمد عبد القادر عبد الناصر فى القاهرة ملخصا لهذه المجالس من صنعة حاتم بن إبراهيم. ونعيد هنا ما قلناه فى الفصل الأول من أن هذه العقيدة وكل ما اتصل بها من فقه وغير فقه، ظلت غريبة فى مصر، وظل المصريون مبتعدين عنها حتى انتهت تلك الدولة الشيعية المتطرفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015