الحلال والحرام عن خير الأنام، وله شروح كثيرة. ولمؤلف العمدة كتاب الكمال فى معرفة أسماء الرجال، وصنع له تهذيبا المزى جمال الدين يوسف بن الزكى وأكمل التهذيب مغلطاى الذى مرّ ذكره. وأخذ المذهب الحنبلى يشيع فى مصر منذ أنشأ السلطان الصالح نجم الدين أيوب مدرسته الصالحية سنة 641 إذ جعل للمذهب الحنبلى ودراسته فيها إيوانا بجانب أواوين المذاهب الثلاثة السابقة، ودعم ذلك الظاهر بيبرس بضم قضاة للحنابلة والمالكية والحنفية بجانب قاضى الشافعية.
وتوالى اهتمام المماليك، فى تأسيس مدارسهم، بالفقه الحنبلى وفقهائه بجانب فقهاء المذاهب الثلاثة الأخرى على نحو ما مر بنا فى صدر هذا الفصل. ويترجم السيوطى فى حسن المحاضرة لعشرين من فقهاء المذهب وقضاته فى مصر مثل نجم (?) الدين أحمد بن حمدان الحرانى المتوفى سنة 695 مؤلف الرعاية الكبيرة وعمر (?) بن عبد الله المقدسى قاضى الديار المصرية المتوفى سنة 696 وموفق (?) الدين عبد الله بن عبد الملك المقدسى قاضى الديار المصرية لنحو ثلاثين سنة توفى سنة 769، وناصر (?) الدين نصر الله بن أحمد الكنانى المتوفى سنة 795 ناب عن موفق الدين فى قضاء الحنابلة ثم استقل به ستّا وعشرين سنة، وعماد (?) الدين الحنبلى أبو بكر بن أبى المجد المتوفى سنة 854 صنّف تجريد الأوامر والنواهى من كتب الصحاح الستة، واختصر تهذيب الكمال للمزّى.
ويختم السيوطى فقهاء الحنابلة زمن المماليك بأستاذه أحمد (?) بن إبراهيم الكنانى العسقلانى الأصل المصرى المولد، وفيه يقول: ولى قضاء الحنابلة بالديار المصرية، ودرّس للحنابلة بغالب مدارس القاهرة، وله تعاليق وتصانيف ومسودات كثيرة فى الفقه وأصوله والحديث والعربية، ومنها مختصر كتاب المحرر للرافعى توفى سنة 876. ويظل الفقه الحنبلى ناشطا بمصر زمن العثمانيين، وفى كتاب تاريخ الجبرتى أسماء كثيرين من فقهاء الحنابلة ومن أكبر ائمتهم مرعى (?) بن يوسف المتوفى سنة 1033 وله مؤلفات كثيرة فى المذهب، منها غاية المنتهى. ويبدو أن المذهب الظاهرى ظل معروفا بمصر وظل علماء يعنون به ويتدارسونه، ونلتقى فى كتب التراجم من حين إلى آخر