ويلقانا ابن (?) الملقن المتوفى سنة 804 وهو أكثر أهل زمنه تصنيفا، ومن تصانيفه شرح التنبيه وشرح الحاوى وشرح المنهاج وشرح كتاب العمدة وما به من أحاديث موزعة على أبواب الفقه.
وتوفى بعده بعام شيخ الإسلام البلقينى (?) عمر بن رسلان وله فى الفقه والحديث والتفسير تصانيف مختلفة، وحمل عنه فقهه وعلمه ابنه علم الدين صالح المتوفى سنة 868 وهو شيخ السيوطى.
وكان يعاصره فقيهان هما المحلى والمناوى وبهما ختم السيوطى حديثه عن فقهاء الشافعية. ويعد السيوطى نفسه خاتمهم الحقيقى إذ توفى سنة 911 كما مر بنا فى الحديث عن اللغويين وله فى الفقه مصنفات كثيرة منها مختصر الروضة للنووى وحاشية عليها ومختصر لكتاب التنبيه وشرح عليه وكتاب الأشباه والنظائر، واللوامع والبوارق فى الجوامع والفوارق، غير رسائل كثيرة أحصاها فى ترجمته لنفسه بحسن المحاضرة. ونلتقى بالشيخ زكريا (?) الأنصارى المتوفى سنة 926 وله فى الفقه مختصر مشهور هو المنهج وله شروح مختلفة.
ونمضى إلى زمن العثمانيين ويظل التصنيف فى الفقه الشافعى ناشطا. ومن كبار الفقهاء فى القرن العاشر ابن حجر (?) الهيثمى المتوفى سنة 973 وله الفتاوى الهيثمية طبعت يمصر فى أربعة مجلدات. وكان يعاصره شمس الدين الشربينى الخطيب الذى مرّ ذكره بين المفسرين، وله فى الفقه شرح منهاج النووى، وهو مطبوع، وله شرح على متن أبى شجاع، ولسليمان البجيرمى حاشية عليه. ويكتظ كتاب تاريخ الجبرتى بأسماء فقهاء الشافعية وأشهر أئمتهم حينئذ الرملى (?) المتوفى سنة 957 وفتاويه تكتظ بها كتب الفقه الشافعى بعده.
وظلت مصر لا تعرف المذهب الحنبلى طويلا، ويعلل السيوطى ذلك بأن المذهب لم يبرز خارج العراق إلا فى القرن الرابع، وكان الفاطميون بمصر وكانوا لا يهتمون بغير عقيدتهم الشيعية الغالية، ويقال إنهم اضطهدوا فى أول أمرهم المذاهب الثلاثة التى كانت قائمة بمصر، وهى مذاهب الشافعية والملكية والحنفية، فتأخر ظهور المذهب الحنبلى، وأول إمام لهم نزل مصر الحافظ عبد الغنى (?) الجمّاعيلى المقدسى المتوفى سنة 600 صاحب كتاب عمدة الأحكام فى معالم