آراء الزمخشرى الاعتزالية التى بثّها فى تفسيره وحاول نقضها بما يتفق وآراء أهل السنة، سماه الانتصاف من الكشاف وهو مطبوع على هوامشه. ويتلوه ابن (?) النقيب محمد بن سليمان المتوفى سنة 698 وله تفسير كبير الحجم سماه «التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير» وجعل له مقدمة كبيرة تحدث فيها عن الوجوه البلاغية فيه. وقد سقط الكتاب من يد الزمن، ربما لضخامة حجمه. وكان يعاصره عبد (?) العزيز الديرينىّ المتصوف المتوفى سنة 694 وله المصباح المنير فى علم التفنسير، وأيضا كان يعاصره العلم (?) العراقى المصرى المتوفى سنة 704 وسمى العراقى نسبة إلى جده لأمه، وكان هذا الجد مصريا غير أنه دخل العراق فلقب بهذا الاسم الذى انتقل إلى حفيده، وله كتاب فى الانتصار للزمخشرى من ابن المنير وله مختصر فى التفسير.
وأكبر المفسرين فى القرن الثامن أبو حيان الأندلسى وتفسيره البحر المحيط مشهور، وكان قد اتخذ القاهرة دار مقام له غير أن عداده فى الأندلسيين. وأهم المفسرين بعده جلال الدين السيوطى وله تفسير كبير يسمى «الدر المنثور فى التفسير بالمأثور» مطبوع فى ستة مجلدات. وكان جلال الدين المحلى محمد بن أحمد المتوفى سنة 864 فسّر نحو نصف القرآن من أول سورة الكهف إلى آخره فأكمل تفسيره جلال الدين السيوطى من أول سورة البقرة إلى آخر سورة الإسراء، وتفسيرهما مطبوع فى جزءين باسم تفسير الجلالين. ويدخل زمن العثمانيين، وأهم المفسرين فيه شمس الدين الخطيب (?) الشربينى المتوفى سنة 977 وله تفسير مطبوع يسمى السراج المنير.
وتموج مصر بحفاظ الحديث النبوى منذ نزلها الصحابة وفى مقدمتهم أبوذر الذى سكنها مدة وعقبة بن عامر الجهنى وعبد الله بن عمرو بن العاص، وظل ينزلها كثير من حفاظ التابعين وفى مقدمتهم نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب والأعرج عبد الرحمن بن هرمز صاحب أبى هريرة ويزيد بن أبى حبيب. وكثر حفاظ الحديث ورواته فى القرن الثانى الهجرى، ومن أهمهم أبو زرعة