آى الذكر الحكيم، وكان حفّاظها يروون خلفا عن سلف ما قيل فى معانى آى الذكر الحكيم، واشتهر بها فى القرن الثانى طريق وثيق عن ابن عباس المشهور بتفسير القرآن الكريم، هو طريق على بن أبى طلحة الهاشمى وفيه يقول أحمد بن حنبل: «إن بمصر صحيفة فى التفسير رواها على بن أبى طلحة الهاشمى لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا». ويذكر السيوطى أن البخارى اعتمد على هذه الرواية كثيرا فى صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس (?). وكأنها بعض ما حمله البخارى عن مصر فى رحلته إليها لتدوين الحديث عن جلّة رواته فيها. وتظل مصر معنيّة بالقرآن وتفسيره وأحكامه، ويؤلف أبو جعفر الطحاوى الفقيه الحنفى المتوفى سنة 321 كتابا فى أحكام القرآن. ويعنى أبو جعفر النحاس بعلوم القرآن، ولا يلبث أحد تلاميذه، وهو أبو بكر الإدفوى (?) محمد بن على المصرى المقرئ المتوفى سنة 388 أن يؤلف فى التفسير كتابا ضخما يقول المترجمون له إنه كان فى مائة وعشرين مجلدا، وسماه كتاب الاستغناء فى علوم القرآن، وأهم تلاميذه الحوفى المار ذكره بين النحاة، وله كتاب البرهان فى تفسير القرآن فى ثلاثين مجلدا ويقول القفطى: صنّف كتابا كبيرا فى إعراب القرآن فى عشرة مجلدات. وهو وأستاذه أهم المفسرين فى زمن الفاطميين، وممن نلتقى به فى زمن الأيوبيين المرسى (?) السلمى محمد بن عبد الله نزل مصر واستقر بها سنة 624 وتوفى سنة 655 وله تفسير كبير فى أكثر من عشرين جزءا سماه «رى الظمآن فى تفسير القران». وكان يعاصره العز بن عبد السلام الفقيه الشافعى المشهور وله تفسير، منه مخطوطة بدار الكتب المصرية، بناه على الوجوه البيانية والبلاغية فى آى الذكر الحكيم.

ونمضى فى زمن المماليك ونلتقى بالقرطبى (?) محمد بن أحمد نزيل مصر والمستقر بمدينة المنيا (منية الخصيب فى الصعيد) المتوفى سنة 671 وله التفسير المشهور المسمى «جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وآى القرآن». ويلقانا بعده ابن (?) المنير أحمد بن محمد الإسكندرى المتوفى سنة 683 وله تفسير سماه «البحر الكبير فى نخب التفسير» وكتاب ثان تتبع فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015