643 وله فى القراءات كتاب جمال القراء وكمال الإقراء. وكان يعاصره عبد الرحمن (?) بن إسماعيل الصفراوى الإسكندرى المتوفى سنة 636 صاحب كتاب الإعلان. ويتوالى التأليف فى القراءات ونلتقى بابن الجندى المتوفى سنة 760 وكتابه البستان، وبشرح للسيوطى على الشاطبية. ويختم الإمام شهاب (?) الدين القسطلانى المتوفى سنة 923 زمن المماليك بكتابه الرائع: «لطائف الإشارات لفنون القراءات» وفيه يجمع طرق القراءات الأربع عشرة، بإضافة قراءات أبى جعفر يزيد بن القعقاع المدنى ويعقوب بن إسحق البصرى وخلف بن هشام الكوفى المكملين للعشرة، وإضافة قراءات ابن محيصن المكى واليزيدى البصرى والحسن البصرى والأعمش الكوفى إلى ما ذكرناه آنفا من قراءات السبعة الذين صنف فيهم ابن مجاهد كتابه. ويظل التأليف فى القراءات لزمن العثمانيين ناشطا ومن أهم ما ألف فى زمنهم كتاب إتحاف البشر وهو يعنى بعرض ألقراءات الأربع عشرة ألفه البناء أحمد بن محمد الدمياطى المتوفى سنة 1117.
ومعروف أنه تكوّنت علوم كثيرة حول القرآن الكريم، ونجد مصر تشاطر فيها مشاطرة واضحة منذ القرن الثالث الهجرى، ولا يلبث أبو جعفر النحاس الذى مر ذكره أن يؤلف فى جوانب منها، فقد ألف كتابا فى الناسخ والمنسوخ وكتابا فى الوقف والابتداء وألف كتابا-كما مر بنا-فى إعراب القرآن وهو أحد الأصول المهمة فى هذا الموضوع. وظلت مصر تعنى بعلوم القرآن من بعده وتصنّف فيها مصنفات مختلفة تتصل بتجويده وبناسخه ومنسوخه ولغاته وغريبه وأسباب نزوله وما فيه من الوقف والابتداء والصور البلاغية إلى غير ذلك من علومه المتنوعة. ويطول الحديث لو أنا تتبعنا ما كتبته مصر بهذا العصر من تلك العلوم، ولكن نكتفى بالإشارة إلى كتابين هما البرهان فى علوم القرآن لبدر (?) الدين الزركشى المتوفى سنة 794 والإتقان فى علوم القرآن للسيوطى، وهما يعرضان مادة هذه العلوم وما ألّف فيها حتى نهاية القرن التاسع إذ توفى السيوطى كما مر بنا سنة 911.
ومن أهم هذه العلوم علم التفسير، وطبيعى أن تعنى به مصر منذ دخلت فى الإسلام حتى تفهم