ولا يلقانا بمصر جغرافيون مهمون فى القرن السابع الهجرى ويتكاثرون فى القرن الثامن، وفيه نلتقى بابن (?) المتوج محمد بن عبد الوهاب الزبيرى المتوفى سنة 730 وكتاب له عن خطط مصر إلى أعوام بصع وعشرين وسبعمائة. وكان فى زمنه النويرى (?) شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 733 صاحب الموسوعة الكبرى: «نهاية الأرب» التى مرّ ذكرها فى الحركة العلمية والتى أهداها إلى السلطان محمد الناصر بن قلاوون، وهى مقسمة إلى خمسة فنون، والفن الأول عن السماء والأرض، وهو مكتظ بالمعلومات الجغرافية عن الأرض وتكوينها الطبيعى وبلدانها وسكانها. وكان يعاصره ابن فضل (?) الله العمرى المتوفى سنة 749 رئيس ديوان الإنشاء للسلطان الناصر وله أيضا موسوعة كبرى مر ذكرها فى الحركة العلمية سماها «مسالك الأبصار» وفيها عرض جغرافى عام للبلدان والأمم الإسلامية والأجنبية فى الغرب والشرق. وتهتم الدولة فى هذا القرن الثامن بعمل روكات أو بعبارة أخرى بعمل سجلات لمسح الأراضى المصرية، ومن أهمها الروك (?) الناصرى سنة 715 فى عهد السلطان الناصر بن قلاوون. ويظل النشاط الجغرافى بمصر فى القرن التاسع الهجرى، ونلتقى فى أوائله بابن دقماق (?) والى دمياط وبعض بلدان الشام المتوفى سنة 809 وهو يعنى بخطط مصر فى كتابه» الانتصار لواسطة عقد الأمصار» وتحتفظ دار الكتب المصرية منه بالجزءين الرابع والخامس وفيهما يصور خطط القاهرة والإسكندرية. ويعنى معاصره القلقشندى (?) شهاب الدين أبو العباس أحمد بن على الكاتب بديوان الإنشاء المتوفى عام 821 بوصف جغرافى متفرق لمصر والبلاد العربية وبلاد التتار والهند والسودان والحبشة وبعض البلدان الأوربية الغربية والشرقية.
ولا نلبث أن نلتقى بالمقريزى (?) تقى الدين بن علاء الدين المتوفى سنة 845 وكتابه «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» المشهور باسم الخطط موسوعة كبرى لمصر وجغرافيتها وخططها