وتاريخها وحضارتها وآثارها ومساجدها وكنائسها وأديرتها ومنشآتها وأعيادها وأحوالها الاجتماعية.
ويعنى خليل (?) بن شاهين الظاهرى المتوفّى سنة 872 فى كتابه «زبدة الممالك فى كشف الطرق والمسالك» برسم الجغرافية الإدارية لأراضى دولة المماليك فى مصر والشام. ويختم القرن التاسع الهجرى بابن الجيعان (?) المتوفى سنة 902 وله «التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية» ووصف لرحلة السلطان قايتباى فى سنة 883 إلى بلاد الشام سماه «القول المستطرف فى سفر مولانا الأشرف». وينتهى الجغرافيون فى العهد المملوكى بابن (?) إياس محمد بن أحمد المتوفى سنة 930 وله كتاب «نشق الأزهار فى عجائب الأقطار» ولا يزال غير مطبوع، وفيه يتحدث عن الجغرافية.
الفلكية والطبيعية لمصر والعالم، ومن أهم ما يشتمل عليه ثبت بمقاييس النيل وفيضانه على مر السنين.
ويكاد يتوقف هذا النشاط الجغرافى بمصر فى عهد العثمانيين، إذ تحولت ولاية تابعة لهم، ولم يعد أبناؤها يشعرون بمكانتهم التى كانت لهم زمن المماليك، إذ كان يدين جزء كبير لهم من البلاد العربية بالطاعة وفى مقدمته الشام والحجاز. ومع ذلك لا ينعدم هذا النشاط، بل تظل منه بقايا إذ نجد ابن (?) زنبل المتوفى سنة 960 يصنف فى الجغرافيا كتابا أسماه «تحفة الملوك والرغائب لما فى البر والبحر من العجائب» ولا يزال مخطوطا لم ينشر. ونلتقى فى القرن الحادى عشر بالسنهورى (?) محمد بن أحمد وله كتاب فى منازل البريد بين القاهرة ومكة. وكان بعاصره شهاب الدين القليوبى المار ذكره بين أطباء الحقبة العثمانية وله كتاب جغرافى فى مناسك الحج ومنازله ورسالة فى معرفة أسماء البلاد: أطوالها وانحرافاتها، وتبدو الرسالة كأنها زيج صغير، وهى بذلك تدخل فى الجغرافية الفلكية، كما يدخل النشاط فى الفلك والهيئة الذى عرضنا له مع الرياضيات عند الفلكى والرياضى الكبير رضوان وأمثاله من الفلكيين. وبذلك ظلت الجغرافية الفلكية ناشطة وخاصة فيما يتصل بالزيجات، ونشطت معها كتب الرحلات، ومن أهمها رحلة لمصطفى (?) أسعد اللقيمى الدمياطى المتوفى سنة 1173 جعل عنوانها: «موانح الأنس برحلتى لوادى القدس» وقد استغرقت الرحلة