الاجتماعية. وفى مصر أو بعبارة أدق فى الفسطاط نقّح كتابه «مروج الذهب» سنة 336 وهو فى التاريخ العام للأمم والدول وبه معلومات جغرافية كثيرة. وفى الفسطاط ألف كتابه «التنبيه والإشراف» وهو ملئ بالمعارف الجغرافية الفلكية والطبيعية والوصفية، وبه معلومات قيمة عن مصر وما بها من محصولات وتجارات وصناعات. وتدخل مصر فى العهد الفاطمى وسرعان ما ترسل الدولة الفاطمية بابن سليم (?) الأسوانى فى سنة 365 إلى النوبة فى مهمة دبلوماسية ويتغلغل فى السودان ويؤلف كتابه «أخبار النوبة والمقرّة وعلوة والبجّة والنيل» يصف فيه تلك البلاد وسكانها، وينقل عنه المقريزى وابن إياس مرارا، وهو أول كتاب يصور المجرى الأعلى للنيل. ويكتب عن السودان بعده بفترة قليلة رحالة مصرى هو الحسن المهلبى فى كتابه «المسالك والممالك» الذى أهداه إلى العزيز الفاطمى سنة 375 ولذلك قد يسمى بالعزيزى وهو-كما يقول آدم ميتز-يصف بلاد السودان وصفا دقيقا. وهو أكبر مصدر اعتمد عليه ياقوت فى كلامه عن السودان (?).
وتعود مصر فى القرن التالى إلى الكتابة عن الخطط أو تخطيط المدن ويؤلف القضاعى (?) كتابه خطط مصر. ويخلفه فى القرن السادس الهجرى جغرافى مصرى كبير هو أبو الفتح نصر (?) بن عبد الرحمن الإسكندرانى المتوفى سنة 561 ويشيد ياقوت فى مقدمته لمعجم البلدان بكتاب جغرافىّ له سماه «ما ائتلف واختلف من أسماء البقاع» وله كتاب ثان أهم منه ألفه توضيحا له سماه «كتاب الأمكنة والمياه والجبال والآثار المذكورة فى الأخبار والأشعار» ومنه نسخة محفوظة فى مكتبة المتحف البريطانى تضم 2938 اسما ولاحظ وستنفلد ناشر معجم البلدان أن ياقوت ضمن معجمه مادة هذا الكتاب (?). وينزل مصر فى أواخر القرن السادس الهجرى عبد (?) اللطيف البغدادى ويعنى بتأليف كتيّب عنها يسميه: «الإفادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر». والكتيب موزع على مقالتين تحدث مؤلفه فى أولاهما عن طبيعة مصر وسكانها ونباتها وحيوانها وآثارها وعمرانها، وفى الثانية تحدث عن النيل وعما أصاب مصر فى مقامه بها من قحط ووباء مرّوعين.