مثلا ما ذكره جالينوس أو غيره من فلاسفة الإغريق، ويتحدث عن معدنه وتكونه وخواصه ومنافعه، مما قد يدخل فى المعارف الطبية، ويتصل بهذه المعارف كتابه «المنقذ من التهلكة فى دفع مضار السمائم المهلكة». ويلقانا فى عهد السلطان الكامل المنصور (?) بن بعرة الذهبى الكاملى وكتابه «كشف الأسرار العملية لضرب النقود المصرية» وفيه يتحدث عن إعداد المعادن وتصفيتها وطرق استعمالها فى سك النقود، ويتناول دار سكّ النقود وواجبات من بها من الموظفين.

وتظل لمصر قيادتها العلمية فى زمن المماليك، ويظل ينزلها العلماء من الشرق والغرب، وتظل تعنى بالفلسفة (?)، ويذكر السيوطى حشدا (?) من متفلسفتها وعلماء المعقولات بها مثل شمس الدين محمد بن حمود الأصبهانى المتوفى سنة 688 وتلميذه تاج الدين البارنبارى المتوفى سنة 711 وشمس الدين أبى الثناء محمود بن عبد الرحمن الأصبهانى المتوفى سنة 749 وعلاء الدين على بن أحمد المدرس بمدرسة برقوق المتوفى سنة 790 وابن جماعة عز الدين محمد بن شرف المتوفى سنة 819 والكافيجى محيى الدين محمد بن سليمان المتوفى سنة 879.

وظل كثير من المصريين يشتغلون بالطبيعيات والرياضيات، وممن اهتم بالتاريخ الطبيعى بيلك القبجقى الذى صنف حوالى سنة 680 كتابه «كنز التجار فى معرفة الأحجار» ويقول ألدومييلى:

«لهذا الكتاب أهمية خاصة إذ نجد فيه توضيحا لاستعمال البوصلة عند الملاحين وطرق استعمالها (?)». ويظن أن معرفة المصريين والعرب بها ترجع إلى تاريخ أقدم من ذلك، ربما إلى القرن السادس الهجرى المقابل للثانى عشر الميلادى، بل ربما إلى النصف الأول من القرن الحادى عشر الميلادى المقابل للقرن الخامس الهجرى. والمهم أن مصر هى التى سجلت اكتشافها عند عالمها بيلك. وأكبر الظن أنها هى التى أعدّت لصنعها، وصنعتها بفضل اشتغالها بالملاحة فى البحرين المتوسط والأحمر من قديم. وكان ملاحوها فى عصر المماليك يغدون ويروحون فى البحرين للتجارة والغزو أحيانا على نحو ما هو معروف عن تجارتهم مع موانى إيطاليا وغزوهم لقبرص وطردهم للبرتغاليين من شواطى اليمن بأخرة من أيام المماليك. على كل حال يرمز اكتشاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015