مثل أبى (?) البركات بن القضاعى المتوفى سنة 598 وجمال (?) الدين ابن أبى الحوافر القيسى وقد ولاه السلطان عثمان بن صلاح الدين رياسة الأطباء بعد الشيخ السديد وظل فى هذه الوظيفة حتى عهد الكامل. وكان ابنه فتح (?) الدين أحمد ماهرا فى الرمد وطب العيون، ويقول ألدومييلى إنه ألف كتابا يحتوى على 15 فصلا فى علم الرمد. وتكلم فى أحد الفصول عن عملية الكتاراكت.

وعاش إلى عصر السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وولى أحيانا رياسة الأطباء. ومن رؤساء الأطباء لعهد الكامل نفيس (?) الدين بن الزبير المتوفى سنة 636 ويقول ابن أبى أصيبعة إن أولاده مقيمون فى القاهرة ومشهورون بصناعة الكحل ومتميزون فى علمها وعملها.

ويستمر ابن أبى أصيبعة فى ذكر الأطباء المصريين لعهد الأيوبيين. ويختم تراجمهم بترجمة لابن (?) البيطار المالقى الأندلسى المولد المتوفى سنة 646 وقد بارح موطنه فى العشرين من عمره وجاب بلاد المغرب دارسا لما فيها من نباتات، وألقى عصاه بمصر فجعله السلطان الكامل رئيسا على جميع العشّابين، وهو بحق إمام النباتيين لزمنه، وقد سافر إلى بلاد الروم والإغريق والشام دارسا لأنواع النبات، وقرأ ما كتبه ديسقوريدس وغيره من النباتيين. وهو بحق يعد أعظم الصيدلانيين قاطبة قبل العصر الحديث، وله كتابان: كتاب الجامع فى الأدوية المفردة وبه أكثر من 1400 دواء منها ثلاثمائة لم يتناولها صيدلى قبله، وله فى نفس الموضوع كتاب ثان هو المغنى فى الأدوية المفردة، وقد قدم الكتابين للسلطان الصالح نجم الدين أيوب. وإذا كانت مصر أتاحت لابن البيطار المالقى الأندلسى بجوّها العلمى الخصب أن يؤلف فيها كتابيه السالفين فى الأدوية فإنها أتاحت لأحمد بن يوسف التيفاشى المغربى المتوفى سنة 651 أن ينزل بها فى أواخر القرن السادس الهجرى، وهو لا يزال يافعا صغير السن ويتكوّن فيها علميا، ويعود إلى بلده، ولا يلبث أن يعود إلى مصر ويتولى بها القضاء، وقد بدأ مبكرا بدراسة التاريخ الطبيعى واختار علم المعادن مع عنايته بالصيدلة والطب، ويؤلف كتابه «أزهار الأفكار فى جواهر الأحجار» وفيه يتناول خمسة وعشرين حجرا فى خمسة وعشرين فصلا (?)، ويسوق فى كل حجر كالماس والياقوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015