مصر للبوصلة إلى نشاط المعارف العلمية فيها طبيعية ورياضية، ويلقانا بها محمد (?) بن موسى الدميرى المتوفى سنة 808 وموسوعته فى علم الحيوان التى سماها «حياة الحيوان الكبرى» معجم للحيوان مرتب أبجديا حسب أسمائه وأنواعه، ومع كل حيوان خصائصه العلمية والطبية وطرف من الحديث النبوى والأمثال والأشعار وتراجم لبعض العلماء والفلاسفة والأدباء والشعراء، وهو مطبوع فى مجلدين ومترجم إلى الإنجليزية.

وارتقى حينئذ فنّ المعمار وما يتبعه من الهندسة رقيا بعيدا، لكثرة الأبنية التى شادها سلاطين المماليك منذ الظاهر بيبرس، وفى مبانيه يقول ابن تغرى بردى: «بنى فى أيامه بالديار المصرية ما لم يبن فى أيام الخلفاء المصريين (الفاطميين) ولا ملوك بنى أيوب من الأبنية والرّباع والخانات والقواسير والدور والمساجد والحمامات (?)». وتوالى السلاطين بعده وخاصة قلاوون يكثرون من الأبنية الرائعة، وكل ذلك كان يقوم عليه مهندسون مصريون بارعون مما لا نزال نرى آثاره فى مساجدهم الباقية. وينوّه السخاوى بمهندس مصرى بارع لعهد السلطان برقوق (784 - 801 هـ‍) هو شمس الدين الطولونى، ويقول: «كان المعوّل عليه وعلى أبيه فى العمائر السلطانية» (?). وظل العلماء المصريون يعنون بالرياضيات والفلك، ويشهر منهم رياضى كبير هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن الهائم (?) الفرضى من علماء القرن التاسع الهجرى، وله كتب كثيرة فى الحساب والجبر ذكر مخطوطاتها بروكلمان، منها فى الحساب مرشد الطالب إلى أسى المطالب، كان واسع الانتشار. وفى دار الكتب المصرية بعض شروح له وبعض محطوطات مختلفة من كتب ابن الهائم الرياضية.

وظل لمصر نشاطها زمن المماليك فى دراسة الطب والتأليف فيه، وكان مارستان القاهرة الذى أنشأه صلاح الدين يعدّ أكبر معهد لتدريس الطب، وقد تخرّج فيه كثيرون مثل ابن أبى أصيبعة (?) المتوفى سنة 668 صاحب كتاب طبقات الأطباء، وهو كتاب نفيس إذ يشتمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015