خاتمة

1

تحدثنا عن الجزيرة العربية فى القسم الأول من هذا الجزء الخاص بتاريخ الأدب العربى فيها وفى العراق وإيران فى عصر الدول والإمارات الممتد من سنة 334 للهجرة إلى العصر الحديث، وبدأنا حديثنا عن الجزيرة العربية بعرض التاريخ السياسى لأقاليمها حينئذ، وهى الحجاز ونجد واليمن وحضرموت وظفار وعمان والبحرين، وفصلنا القول فى إمارتى مكة والمدينة وما كان من دخول الحجاز فى حكم الدولة العثمانية. وصورنا تحركات القبائل فى نجد وتكوينها لإمارات متعددة فى شرقى الجزيرة وظهور آل فضل وآل مرا فى بوادى الشام ثم ظهور آل سعود فى نجد. وعرضنا دول اليمن المتعاصرة فى زبيد وصنعاء وصعدة وعدن ودخولها فى حكم الأيوبيين ثم الرسوليين فالطاهريين، فغلبة الدولة الزيدية عليها.

وتتداول الدول اليمنية حضرموت، وكذلك ظفار إلى أن تبعت عمان نهائيا. وكان الخوارج فى عمان يتخذون «نزوى» فى الداخل حاضرة لهم بينما استقلت عنهم عمان والثغور على الخليج العربى قرونا متطاولة حتى غلبوا عليها فى القرن العاشر الهجرى. وسيطر القرامطة على البحرين فى أوائل العصر، وخلفتهم عليها دول متعاقبة أهمها الدولتان العيونية ودولة بنى عصفور، واستقلت عن البحرين قطر وجزيرة أوال (البحرين الحالية) وضمت الدولة السعودية إليها الأحساء والقطيف منذ أكثر من قرن.

وكان مجتمع الجزيرة طوال العصر يتألف من بدو وحضر، وظلت نجد بدوية إلا قليلا فى بعض القرى وبعض العواصم التى اتخذتها إماراتهم. وكان ينزل اليمن أحباش كثيرون، بينما نزل فى مدن الخليج وثغوره كثير من أهل إيران والهند وسواحل إفريقيا. وعرفت اليمن وعمان والبحرين الزراعة واعتمدت عليها مما أهّل لشئ بها من الحضارة، واشتهرت اليمن بكثرة الجوارى والغناء. وعرفت الجزيرة بجانب المذاهب السنية الأربعة المشهورة: مذهب أبى حنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل مذاهب الشيعة: الزيدية والإسماعيلية والإمامية والكيسانية وكانت «نزوى» بعمان مركزا للخوارج الإباضية من قديم ومنها شاع مذهبهم فى حضرموت. وما ينتصف القرن الثانى عشر الهجرى حتى يعتنق محمد بن سعود أمير الدّرعية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015