غلام، وتجمع طائفة كبيرة من رجال الدولة على خلعه والبيعة لابن المعتز، ويكون فى ذلك حتفه. وآثار بيئته المترفة واضحة فى أشعاره، وخير مدائحه ومراثيه ما نظمه فى ابن عمه وصديقه المعتضد، وله فخر كثير وفيه يلوّح من حين إلى حين فى وجوه العلويين، بأن أسرته أحق منهم بميراث الخلافة. وله أشعار كثيرة فى الغزل واللهو والخمر وذم الصّبوح، وتكثر فى شعره التشبيهات والاستعارات كما يكثر وصف الصيد وكلابه وآلاته.
وكان الصّنوبرى من أهل أنطاكية، ولكنه نشأ وتربّى فى حلب، وعاش حياته بها إلا فترات كان يتردّد فيها على الموصل. وأكثر من المديح، وكان شيعيّا، وهو لا يغلو فى تشيعه، وانعقدت صداقة بينه وبين كشاجم مواطنه الذى ينزل منه منزلة التلميذ من أستاذه. وفى أشعاره عناية واضحة بصناعتها ونثر فنون البديع فيها، وله مدائح كثيرة، وأروع مراثيه بكاؤه على آل البيت وتفجعه على ابنته ليلى، وله غزل فى فتاة مسيحية. ويكثر من وصف الخمر، وله أشعار فى الزهد، وأهم موضوع شغله واشتهر به وصف الطبيعة حتى ضرب المثل بروضياته، وله غناء كثير بالثلجيات، ويعدّ فاتح هذا الباب فى العربية، وله أشعار بديعة فى وصف الديك والصيد والهرّ والجرذان، مما يشهد بملكته التصويرية الدقيقة.
وتكاثر شعراء السياسة والمديح والهجاء فى العصر، وفى مقدمتهم شعراء الخلفاء العباسيين، إذ كانت أموال الدولة بأيديهم، فكثر مدّاحهم حتى بين الشيعة، ولكل خليفة شعراؤه الذين أشادوا به وبأحقية بيته فى ميراث الخلافة، ومن أهمهم مروان بن أبى الجنوب وعلى بن يحيى المنجم وأبو بكر الصولى، أما مروان فكان يسير سيرة جدّه مروان بن أبى حفصة فى الطعن على البيت العلوى، مما جعل المتوكل يغمره بعطاياه، وكان يعنى مثل جدّه بصقل أشعاره. وكان على بن يحيى المنجم من أصل فارسى، وهو مثال للنديم المثقّف ثقافة واسعة، وله شعر كثير فى مديح الخلفاء والوزراء وفى تصوير سمو نفسه. وكان أبو بكر الصولى التركى الأصل من بيت علم وكتابة، وفتحت له ثقافته الواسعة ومهارته فى لعبة الشّطرنج أبواب القصور العباسية منذ خلافة المعتضد، وخير مدائحه ما نظمه فى الخليفة الراضى، وله غزل رقيق كثير. وكان شعراء البيت العلوى يقفون مدافعين منافحين عنه، وأهمهم