الهند وكتابها «السند هند» وكتاب سمت القبلة أو معرفة اتجاهها. وكان يعاصره البتّانى (?) محمد بن جابر بن سنان المتوفى سنة 317 «ولا يعلم أحد فى الإسلام بلغ مبلغه فى تصحيح أرصاد الكواكب وامتحان حركاتها، وكان له مرصد فى الرّقّة على نهر الفرات، وله زيج جليل ضمّنه أرصاد النيرين وإصلاح الحركات المثبتة لهما فى كتاب المجسطى لبطليموس، وترجم زيجه إلى اللاتينية، وقد لخص نلّينو أهمية مباحثه الفلكية وتصحيحه لبطليموس كثيرا من أخطائه فى دراسته القيمة عنه بدائرة المعارف الإسلامية.

وبالمثل نهضت العلوم الطبية والطبيعية وكانت تشمل حينئذ الصيدلة والكيمياء، وقد أنتج العصر العباسى الأول أكبر كيميائى فى تلك الحقب القديمة، وهو جابر بن حيان، وسبق أن ألممنا به فى كتابنا عن العصر المذكور. وكان قد ترجم كتاب الحيوان لأرسطو وعلى هديه ألّف الجاحظ كتابه «الحيوان» فى هذا العلم، وحلّل بلاسيوس هذا الكتاب فى مجلة إيزيس العدد الرابع عشر سنة 1939 مبينا ما يشتمل عليه من الطبيعة الكيميائية وعلم الحيوان وعلم الإنسان (?). وظل المترجمون يتوفرون على ترجمة كتب الصيدلة والكيمياء والطب، وكل يحاول تصحيح ترجمة من سبقه وإفادة الأطباء بكل ما يستطيع. ومرّ بنا أنهم كانوا يشجعون بأموالهم الغدقة الترجمة وأن كثيرا من الكتب ترجم باسمهم. ومن أهمهم بختيشوع (?) ابن جبرائيل بن بختيشوع، وبلغ من كثرة ثرائه أن كان يضاهى الخليفة المتوكل فى الزينة والفرش والمأكل والمشرب، ويقال إنه وصف للمتوكل دواء فى بعض وعكاته فأمر له بثلثمائة ألف درهم وثلاثين تختا من الثياب، ونقل له حنين كثيرا من كتب جالينوس الطبية. وكان يعاصره سابور (?) بن سهل المسيحى صاحب بيمارستان جنديسابور المتوفى سنة 255 واشتهر بكتاب له فى الصيدلة كان يقع فى 22 بابا وظل الأطباء والصيادلة يعتمدون عليه حتى ظهر كتاب ابن التلميذ فى القرن السادس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015