5 - ابن (?) الزيات

هو محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، اشتهر بابن الزيات، لأن جده أبانا كان يجلب الزيت من مواطنه إلى بغداد متجرا فيه، وأصله من مقاطعة جيل جنوبى بغداد ومن قرية تسمى الدسكرة. وقد دفع ابنه عبد الملك إلى احتراف التجارة، وجدّ فيها حتى صار من تجار الكرخ (?) المياسير، وولد له محمد سنة 173 ونشأ يحب الأدب، فأقبل ينهل منه، كما ينهل من علوم اللغة ومن ينابيع الآداب الأجنبية الشائعة فى عصره، حتى شدا الشعر ونبغ فيه كما نبغ فى النثر. وحاول أبوه أن يصرفه عن هذا الاتجاه إلى التجارة المربحة فكان يصدّه، ويلزم الأدب وطلبه، ويلازم الدواوين محاولا أن يلفت من فيها إلى مهارته الأدبية، وقال له أبوه يوما: «والله ما أرى ما أنت ملازمه ينفعك وليضرّنك، لأنك تدع عاجل المنفعة وما أنت فيه مكفّى، ولك ولأبيك فيه مال وجاه، وتطلب الآجل الذى لا تدرى كيف تكون فيه، فقال: والله لتعلمنّ أينا ينتفع بما هو فيه:

أنا أم أنت، ثم شخص إلى الحسن بن سهل، فامتدحه بقصيدة، فأعطاه عشرة آلاف درهم، فعاد بها إلى أبيه فقال له أبوه: لا ألومك بعدها على ما أنت فيه».

ويقال إنه لما مدح ابن سهل ووصله بالدراهم المذكورة مثل بين يديه، وأنشده:

لم أمتدحك رجاء المال أطلبه … لكن لتلبسنى التّحجيل والغررا (?)

وليس ذلك إلا أننى رجل … لا أطلب الورد حتى أعرف الصّدرا (?)

يشير بذلك إلى مأربه من مديحه، وأنه لم يمدحه طلبا للمال، وإنما مدحه طلبا لتعيينه كاتبا بالدواوين، وعيّنه الحسن بن سهل، فحقّق له أملا طالما كان يراوده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015