انتشرت الكتب التي كانت محفوظة بقرطبة في انحاء الأندلس، بعيد الفتنة، فتنوهبت مكتبة الحكم المستنصر، وبيعت مكتبة ابي المطوف ابن فطيس حين اشتد الغلاء، حتى جمع ورثته منها اربعين الف دينار قاسمية (?) وحدث أبو حفص الزهراوي انه شد في بيته ثمانية أحمال كتب لينقلها، فلم يتم حتى انتهبها البربر (?) . واصبح الاهتمام بالمكتبات في سائر المدن الاندلسية أمرا ملحوظا، وأخذ الناس يتنافسون في ذلك، فكان في قرطبة نفسها مكتبة لمحمد بن يحيى الغافقي المعروف بابن الموصل (- 433) وكان هذا الرجل يؤثر جمع الكتب على كل لذة، وقد اجتمع عنده منها ما لم يجتمع مثله لأحد بعد الحكم المستنصر، فمن الكتب التي كان يقتنيها إصلاح المنطق بخط القالي، والغريب المصنف وهو الأصل الذي كان يستعمله القالي أيضا، ونوادر ابن الأعرابي بخط أبي موسى الحامض، وتاريخ الطبري بخط ابن ملول الوشقي، وقد بيعت هذه