فيه فهو " ثالث القمرين وسراج الخافقين وعماد الثقلين المعتصم بالله (ذو) الرياستين " ثم يشكو حاله وكيف غادر زوجه وأولاده في حالة حاجة وعوز واعتذر عن عدم اشتراكه في الحرب معه بحاجة أولاده إليه: " ولولا أفرخ كزغب القطا يدبون في نائله دبيب الكرى فيستشفون علالتي ويستنزفون بلالتي لامتطيت من جدواه السابح اليعبوب وتقلدت من نداه الصارم الرسوب ".

وتختلف هذه المقامة عن التي تقدمت باعتماد اسلوبها على الامثال وحل الابيات الشعرية وتحوير معاني الأدباء والشعراء السابقين، كما ان موضوعها في المدح التهويلي ينقص حظها من طرافة الموصوفات في المقامة السابقة.

3 - مقامة عبد الرحمن بن فتوح:

لم يسمها ابن بسام مقامة، ولكن صلتها بالمقامة أقوى من صلة سابقتها وهي تشبه المقامة النقدية التي أنشأها ابن شرف. وخلاصتها أن ابن فتوح كان ليلة في رمضان يطوف بالمسجد الجامع بالمرية (سنة 430) وهو يردد بيتا فسمعه فتى حسن المنظر فسلم عليه واستحلفه إعادة ما قال فأعاده، فقال له انتو أخذته من العباس بن الأحنف، ثم سأله عن سبب ترديده البيت، فأخبره ان ذلك كان لفراق حبيب، فولى الفتى " وقد غرس في كبده ثمرة وده " وعاد ابن فتوح إلى بيته وذكرى ذلك اللقاء لا تزايله. وفي الفجر جاء الفتى وكان اليوم ماطرا فلم يجدا خمرا ليقطعا بها يومهما فتسليا بتذاكر شعراء بلدهم وأدبائه، وهنا كان الفتى هو السائل وابن فتوح المجاوب، فوضح رأيه في ابن برد وابن شهيد وابن زيدون وأبي بكر ابن الطبني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015