1 - مقامة أبي حفص عمر بن شهيد:
وهي مقامة طويلة لم تصلنا كاملة وإنما حذف ابن بسام بعض فصولها لطولها، وهو في فاتحتها يتحدث عن صنعة الكتابة من حيث قيمتها في ذاتها ومن حيث فائدتها لصاحبها ويقول: " إن صنعة الكتابة محنة من المحن ومهنة من المهن والسعيد من خلدت دولة اقباله، والشقي من كانت رأس ماله، والعاقل من إذ أخرجها من مثابه لم يدخلها في مناقبه، لا سيما وقد تناولها يد كثير من السوق وباعوها بيع الخلق ". ويبدو أنه وجهها إلى الفقيه ابن الحديد (ابن الحديدي) ؟ وجعل أول المقامة مقدمة للدخول في موضوع، ويدور موضوعه حول قصة رحلة قام بها، وأول ما يطالعنا به مما تبقى من مقامته أنه مال إلى منزل بدوي ذي هيئة وزي " فهش وبش، وكنس منزله ورش، وصير عياله ناحية، وجمع أطفاله في زاوية " ويصف البيت الذي نزلوا فيه ولعله سخر من البدوي حين أخذ يبدي إعجابه بما يملك من زهيد المتاع ولكن البدوي أدرك سخريته ورد عليه بقوله:
يا أخي نحن على أنا نتاج بدوي ... سادة ناس لنا في هذه الدنيا دوي ... عندنا إن جاء ضيف شبع جم وري ... وإذا الدوي هو صوت ديك هرم أغرى البدوي صبيانه بالجري للقبض عليه، وهنا وقف الديك خطيبا وذكرهم بفضائله وأنه يوقظهم في الأسحار ويؤذون لهم بالليل والنهار واستثار فيهم الحمية لكي يتورعوا