كلام المقري في أزهار الرياض أن له عدة مقامات سوى هاتين المذكورتين.

ومن مجموع ما وصلنا من هذه المقامات يستطيع الدارس ان يتبين حقائق محددة عن طبيعة المقامة الأندلسية. فقد انتفت من بعضها قصة الكدية والحيلة المقترنة بها وأصبحت صورة من رسالة يقدمها شخص بين يدي أمر يرجوه أو أمل يجب تحقيقه، كما أن كثيرا من المقامات الأندلسية أصبح وصفا للراحة والتنقل في خل بلاد الأندلس، وفي هذا أيضاً شاركت الرسالة. وكان بعضها يمثل الاتجاه النقدي أو مواقف المنافرة والمفاخرة، أو يؤدي بعض الموضوعات الشعرية كالغزل والمدح والهجاء.

ولما التبست المقامة بالرسالة تؤدي مهمتها، فقدت " العقدة " وفقدت الشخصيتين الخياليتين فيها، وأصبحت على لسان كاتبها، وإذا لم تكن قصة لرحلة فقدت العناصر " الدرامية " جملة.

وأكثر الذين كتبوا المقامات في الأندلس لم يراعوا أن تكون كتابا جامعا، وإنما كان هم الواحد أن ينشئ مقامة واحدة أو اثنتين أو بضع مقامات، إلا السرقسطي فان اتباعه للحريري، حتى في الناحية العددية، جملة ينشئ خمسين مقامة.

وسأحاول في ما يلي أن اعرض أهم المقامات التي تنتسب إلى الطوائف والمرابطين لأبين مميزاتها العامة، ومدى اتفاقها وافتراقها في الموضوع والطريقة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015