التعزية المفعمة بالأشواق إذا هم بعثوا برسائلهم إلى الرسول الكريم نفسه مع الذين يشدون الرحال إلى قبره الطاهر. ويستوي في هذا شوق من صدر عن الحجاز وهو يحب المعاودة، وشوق من لم يتح له الذهاب إلى الحرم المكي والقبر النبوي.
فلأبي بكر ابن القصيرة رقعة أنشأها على لسان من صدر من بيت الله الحرام وقبر نبيه عليه السلام (?) يقول فيها:
" ولما صدرت يا رسول الله عن زيارتك الكريمة، وقد ملأت هيبتك ومحبتك أرجاء فكري وفضاء صدري، وغشيني من نور برهانك ما بهزني وغمر قلبي، لحقني من الأسف لبعد مزارك، والحنين إلى شرف جوارك، ما أروع جوانحي التهابا وأوسع جوارحي اضطرابا، واشعر أملي عودا إلى محلك المعظم وإيابا، وكيف لا احن إلى قربك، وأتهالك في حبك، وأعفر خدي في مقدس تربك، وبك اقتديت فاهتديت، ولولاك ما صمت ولا صليت ولا سعيت، بل كيف لا يتحرك نحوك نزاعي، ويتأكد انقطاعي، وبك استشفاعي، وإليك مفزعي يوم [يدعو] الداعي. فلا تنس لي يا رسول الله حرمة عياذي بك ولياذي، وإسراعي إلى زيارتك وإغذاذي، واذكرني في اليوم العظيم المشهود، عند حوضك المورود، وظلك الممدود، ومقامك المحمود ".
وقد مرت بنا الإشارة إلى أن لابن أبي الخصال رسالتين بعث بهما إلى الرسول الكريم، في الأول يتشوق إلى زيارته، وفي الثانية يحمل