سبأ، واستنكر عبادتهم للشمس، ثم ينشد في ذلك قصيدة ويشفعها بقوله:
" قد رتلت ورجعت، وترنمت وسجعت، وهدرت وهدلت، وولولت وعندلت، وقصدت وجرت، وحول هذا درت، وتلونت ألوانا، ودونت من مفاخركم ومآثركم ديوانا، ونفست في المآتم والاتراح، وأنست في المكارم والأفراح ".
ومعنى هذا أن ابن أبي الخصال، افتتح موضوعه بخطبة دينية وانتهى به إلى مقامة وجعل " الهدهد " الجديد صورة من بطل المقامات. ومرة أخرى تناول هذا الكاتب موضوع الزرزور (?) ، على نموذج الخطبة الدينية، وأطال في الأدعية والتحميدات ولم يحاول أن ينفي التسمية وإنما وصف الزرزور وعدد مآثره:
" فهو منمنم الدواج، بديع الائتلاف والازدواج، يباسطهم البعيد والقريب، ويطارحكم المستعمل والغريب، يلقط الإحسان حبا، ويضمره حبا، ويلفظه لؤلؤا رطبا، لا جرم أنه سابق الحبشة، والمصلي بعد أنجشة، يحدو القلوب إلى تقاها، وينفث على الذنوب رقاها، ويكحل العيون بألذ من كراها، ويسري إلى الأرواح بألطف من سراها،؟.. وإن أنطقني نوالكم نطقت، وأن صدقني إحسانكم صدقت ".
ثم ينشد الزرزور قصيدة، متحدثا عن الجود والفضل، مستثيرا الهمم إلى ذلك، ويشفع القصيدة بثانية وثالثة ورابعة، وفيما بين ذلك يهزمهم إلى الجود وإلى ان يقرضوا الله قرضا حسنا: " ومثلكم جعل