من غير ذوات الأطواق، يميس من المسك في حبرة أو طاق، صغروه على جهة التعجب والإشفاق، كما صغر سهيل وذؤيب وهذيل، وقيل العذيق والجذيل، وكما صغروا العذيب، وقال عمر (رض) أخاف على هذا العريب، وكقولهم يا سميراء، وقوله عليه السلام لعائشة يا حميراء؟. أقام عندنا زمانا، لا يتألف إلا رندا وبانا، ولا يلتقط إلا عنايا أو سيسبانا، يتدرج في البساتين، يتطلب العنب المنتقى والتين ".

ومع أن المعارضة لا تخلو من قصور، فان كل واحد من هؤلاء الكتاب حاول أن يتفنن على طريقته مازجا تفننه بالتهكم، حتى إذا بلغ هذا الموضوع إلى ابن أبي الخصال نقله من الرسالة إلى الخطبة، وأطال في صدر كلامه التحميدات والأدعية (?) ، وحاول شيئا من التجديد يناسب هذه الفاتحة الجادة، فذهب إلى أن الزرزور كبرت سنة وأحب أن يتخلى عن هذا اللقب الذي لم يعد لائقا به، فأفقد الموضوع روح الهزل التي توفرت لدي من تقدمه:

" وما أقبح بمن جاوز الستين، وأوهنت الأيام حبل عمره المتين، وقطعت أو كادت منه الوتين، أن يوسم على ساعة من الكبر بزور، أو يلقب بزرزور، ولا سيما من أدرج القرآن بين جنبيه، وأرهفت الحكم من جانبيه، وشهد كل نادي خير، وأنصت له الجلة كأن على رءوسهم الطير ".

ويقترح؟ وهنا موطن لسخرية من نوع حديد - أن ينتحل لقب " الهدهد " لفضائل في هذا الطير الذي كان رسول سليمان، وأخبره بأمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015