التبلغ بالشكير، فلما وافى ريشه، ونبت بأفراخه عشوشة، أزمع عنا قطوعا، وعلى ذلك الأفق اللدن تدليا ووقوعا، رجاء أن يلقى في تلك البساتين معمرا. وعلى تلك الغصون حبا وثمرا ".

أدار ابن سراج رسالته كلها على أن المتحدث عنه زرزور، واستعار المصطلح المتصل بالطيور من تحسير وشكير وريش وفرخ وعش وقطوع؟ الخ؛ وأعجبت الرسالة أدباء الأندلس بطريقة ما فيها من إيماء واستعارات، فعارضها أبو القاسم ابن الجد (?) برسالة أقامها على ضروب مختلفة من التلاعب، ومنها:

" لئن سمي زريزير، لقد صغر للتكبير، كما قال حريقيص، وسقط يحرق الحرج؛ ودويهية، وهي تلتهم الأرواح والمهج. ومعلوم أن هذا الطائر الصافر يفوق جميع الطيور في فهم التلقين، وحسن اليقين، فإذا علم الكلام لهج بالتسبيح، ولم ينطق لسانه بالقبيح، ثم تراه يقوم كالنصيح، ويدعو إلى الخير بلسان فصيح، فمن أحب الاتعاظ، لقي منه قس إياد بعكاظ، أو مال إلى سماع البسيط والشديد، وجد عنده نخب الموصلي للرشيد ".

وكتب ابن الجد رسالتين أخريين في الموضوع نفسه، ووجه الكلام في واحدة إلى العتاب، وعاد في الثانية إلى معنى الشفاعة. وعرضت بعض تلك الرسائل على الكاتب أبي بكر عبد العزيز بن سعيد البطليموسي (?) فعارضها برقعة قال فيها:

" ويصل به، وصل الله سعودك، من الطير نطاق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015