وبعد أن تتابع الخطباء، كتب الجميع كتابا بتفضيل الورد، ووضعوا فيه شهادتهم شعرا.
وقد جاء حبيب الحميري فاستعار الطريقة والسياق، وأربى على ابن برد بالإضافة والاطناب، أما ابن حسداي فلم يورد منظر الحوار في رسالته بين النرجس والأزهار الأخرى، وإنما جعل الحوار بينه وبين أحد الناس من خواص المقتدر بن هود، وذلك ان النرجس كان زاهيا بنفسه شاعرا بحسنه، فمر به ظريف من خواص الأمير، فقطف النرجس وحاوره قائلا:
" يا أيها الزهر الفارد، والنوار الشارد، الساحر بحدقه وأجفانه، الباهر بورقه وعقيانه، ما لي أرى قضبك غبراء ذابلة، ومنابتك شعثاء ناحلة ".
ولا ندري بم رد النرجس على هذا الظريف لأن ابن بسام لم يورد الرسالة كاملة وانما ندري ان النرجس عاد يفتخر بذاته ويقول:
" فليت الرياض تعلم بمكاني فتذبل كمدا، وتذوي حسدا، وتراني وقد أنرت في افقك البهيج، وزهرت في روضك الأريج، فأزل عني حسدهم بكبتهم، فقد شجاهم تقدمي قبل وقتهم ".
ويتضح من هذه الرسالة أن غا؟؟؟؟. غاية ابن برد من رسائله الزهريات القائمة على؟؟؟؟ بالنرجس إلى النديم المخلص أو الصديق الوفي الذي؟؟؟؟.له خيرا في ظل الأمير صاحبه. أما ابن برد فانه مشغول؟؟؟. بالحال السياسية في بلاط مجاهد العامري، فإذا أقام مناظرة بين السيف والقلم، سعى إلى التسوية بين الكتاب والجند، وهو يضمر ميلا خفيا إلى طبقة الكتاب