موضع آخر من كتابه (?) : " أيها الجند! أقلوا الخلاف على الأمراء، فلا ظفر مع الخلاف ولا جماعة لمن اختلف عليه ".
ومن الرسائل التي تعتمد المناظرة ما كتب على ألسنة الأزهار، وأصوله مشرقية كذلك. ومن أمثلة تلك الرسائل رسالة ابن برد الأصغر في تفضيل الورد (?) ورسالة حبيب الحميري في تفضيل البهار (?) ولأبي عمر الباجي رسالة على لسان البهار (?) ، كما أن لابن حسداي رسالة على لسان النرجس (?) .
وتعتمد رسالة ابن برد على مقدمة يشرح فيها الناطق باسم الأزهار جمال كل نوع منها، ثم يذكر المجتمعين ان فيهم من يستحق الرياسة وهو " الورد "، وقام كل نور حضر ذلك المجلس فأدى شهادته.
فقال النرجس الأصفر: " والذي مهد لي حجر الثرى وأرضعني ثدي الحيا لقد جئت بها من لبة الصباح، وأسطع من لسان المصباح، ولقد كنت أسر من التبعد له والشغف به والأسف على تعاقب الموت والرجعة دون لقائه، ما أنحل جسمي ومكن سقمي، وإذ قد أمكن البوح بالشكوى فقد خف ثقل البلوى ".
ثم قام البنفسج وقال: " على الخبير شقطت، أنا والله المتعبد له، الداعي إليه، المشغوف به كلفا، المغضوض بيد النأي أسفا، وكفى ما بوجهي من ندب، وبجسمي من عدم نهوض، ولكن في التأسي بك، وفي الاستواء معك وحدان سلو ".