وهو انفس الجواهر، والنار مكمنها في الحجر وهي إحدى العناصر.. ".

ويشتد بينهما الجدال كثيرا، ولكنا نرى فاتحة الرسالة وخاتمتها إيمان الكاتب بقيمة كل منهما، فهما جوادان أو سهمان أو زهرتان من كمامة أو بارقتان توضحتا من غمامة وان المنافسة غير مستغربة منها، ولذلك تراهما بعد العنف الشديد يبادران إلى السلم يعتقدان لواءها، وإلى المؤالفة يردان ماءها، " وقالا إن تعششت أهواؤنا وتتفرق آراؤنا وقد جمعنا الله في المألف الكريم، واحلنا بمحل غير ذميم ". ولا ريب في أن هذه الرسالة مستمدة من واقع الحال في دولة الطوائف، وقد كتبها ابن برد في ظل الموفق أبي الجيش مجاهد العامري، وبما ان الجند هم عماد ملوك الطوائف، فقد تأخرت مرتبة أصحاب الأقلام لديهم، ومن هنا نلمح كيف يحاول ابن برد - وهو من أصحاب الأقلام - أن يدعو إلى التسوية بين الفريقين، مع ان الحوار الذي يجري يقوم على الحدة وقوة الهجوم المتبادل. فالتسوية إذن حلم من أحلام أصحاب القلم في دول تقوم علاقاتها الداخلية والخارجية على قوة الجند وحسن استعداهم وفي هذا المقام يمكننا أن نستأنس بآراء أندلسي من كتاب النظم وذلك هو الطرطوشي أبو بكر صاحب " سراج الملوك "، فانه لم يتحدث عن قيمة الكتاب في الدولة، ولكنه عقد في كتاب فصلا خصصه للحديث عن سيرة السلطان مع الجنود فقال (?) : " اعلم ان الجند عدد الملك وحصونه، ومعاقله وأوتاده، وهم حماة البيضة والذابون عن الحرمة، وهم جفن الثغور، وحراس الأبواب، والعدة للحوادث ". وقال في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015