لبن السيد البطليموسي، ورسالته المسماة " الانتصار " التي رد فيها على ابن العربي الفقيه حين تعقب أخطاءه في شرح سقط الزند، ومنها رسائل ابن حزم في الردود على مخالفيه، ورسالة لابن أرقم رد فيها على ما انتقده ابن سيده (?) ؛ وقسم بياني المنزع أي الغاية الأولى منه إظهار البراعة الأسلوبية، أو قل أن الاستقلال بالأسلوب فيه واضح المعالم، وقد يجتمع القسمان معا، إلا أن الفئة الثانية من الرسائل هي التي ستكون موضع الشاهد في هذه الدراسة.

أ - رسائل تنتحل شكل المناظرة:

يمكن أن نجد لها أصولاً في النثر المشرقي، ومن أمثلتها " رسالة السيف والقلم " (?) لابن برد الأصغر وقد أجرى هذا الكاتب بينهما حوارا شديدا قاسيا يدخل في باب التساب والتهاجي والتبكيت، من مثل:

" فقال السيف: يا الله! استنت الفصال حتى القرعى، ورب صلف تحت الراعدة! لقد تحاول امتدادا بباع قصيرة، وانتفاضا بجناح كسيرة. أمستعرب والفلس ثمنك، ومستجلب وكل بقعة وطنك!! ".

" فقال القلم: من ساء سمعا ساء جابة، أستعيذ بالله من خطل أرعيت فيه سوامك، وزلل افتتحت به كلامك، أن ازدراءك بتمكن وجداني وبخس أثماني، لنقص في طباعك، وقصر في باعك، الا وان الذهب معدنه في العفر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015