أخلفنا الغيث الهطال، ولا رفعت علينا من الرعب جبال، لا تظهر ولا تطال، ولا غير الله نعمنا، ولا خذلنا ولا أسلمنا، إلا لما عهد إلينا وأعلمنا، إذ يقول سبحانه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ".
وأما تأثره بابي العلاء فيتجلى في معارضته لملقى السبيل، وهو من رسائل المعري التي راوح فيها القول بين النثر والشعر، وجعلها مرتبة على الحروف الأبجدية ومن قول ابن أبي الخصال في بعض أجزائها (?) :
(حرف الراء) .
الحازم إذا ورد صدر، وإذا رأى فرصة ابتدر، لا يعاف الكدر، ولا يسخط القدر، ويعفو إن قدر: [خمس سجعات تتلوها خمسة أبيات]
لله من لم تنم حزامته ... مهما يرد في ملمة صدرا
إذا رأى فرصة قد ابتدرت ... قام لها في الركاب وابتدرا
وليس شيء إليه من كرم ... أحب من عفوه إذا قدرا
يؤثر بالصفو ذا مودته ... عن طيب نفس ويشرب الكدرا
إن جر ما لا يريده قدر ... أبدى رضاه وأكرم القدرا 3 - الرسائل:
الرسالة من حيث غايتها قسمان: قسم فكري، أي غايته محاكمة الأشياء أو التأمل في بعض المشكلات دون التفات كبير إلى أسلوب بياني معين، ومن هذا النوع رسائل ابن باجة الفلسفية ورسالة " الحدائق "