الخصال، فله في معارضة الحريري؟ سيأتي ذكرها عند الحديث عن المقامات - وله خطب عارض بها ابن نباتة ومنها خطبة في الشكر على نزول غيث (?) ، وخطبة في الحض على الجهاد (?) ، وخطبة في عيد الأضحى (?) . ونكتفي منها بنموذج واحد على سبيل التمثيل نختاره من خطبته في الحض على الجهاد:

" الحمد لله الذي لا تعد سوابق نعمه، ولا تحد علائق عصمه، ولا ترد بواثق نقمه، الذي فضح البرية عدله، ووسعهم رحمته وفضله، قدر أرزاقهم وأعمارهم، وأحصى أنفاسهم وكتب آثارهم، ووكل بهم ليلهم ونهارهم، فكل يتحرى مطالعه إلى أن يبلغ منتهاها، ويتقرى مضاجعه حتى يبيت بأقصاها، من رضي حتمه فمن السعداء، ومن سخط حكمه فليمدد بسبب إلى السماء، أحمده حمد مؤمن بلقائه، مؤمن بدوامه وبقائه ".

والرسالة مليئة بتصوير تفاهة الدنيا والتذكير بالموت، ومن قوله فيها في موضوع الجهاد:

" ألا تستوحشون لتباريح العصر، وركود ريح النصر، وتداعي أمم الكفر، وإجفالنا عن مقاومتهم إجفال العفر، ألا نقلع عن الذنوب التي فتت في أعضادنا، وقضت باهتضامنا واضطهادنا؟ واقسم بالله ما انقلب حال الدهر، ولا سلبنا عادة الظهور والقمر، ولا نكل الأبطال، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015