للشاعر. لقد كان ابن قزمان محكوما بواقع ممدوحيه، ما في ذلك ريب، ولكني لست أنفي عنه من الناحية الأخرى كل لون مجوني أو كل صلة بالحياة العابثة، بل ان مقدمة ديوانه لتومى إلى انه أحب الوشكي وان هذا الحب الشاذ، كان مسئولا عن حملته على الزواج ونفوره منه.
ومن الظواهر البارزة في ديوانه شدة إعجابه بفنه وبمدى ما حققه في ميدان الزجل:
والله إني مطبوع وأني رشيق ... كل سحر نعمل في كل طريق ... عندي الغوامض والمعنى الرقيق ... ومقاطع أحلى من شعر الحسن ... قد سرق كلامي حديث وقديم ... سلط الله علي من ذا عظيم ... كل أحد يسرق قسيم في قسيم ... أي مصيبه يا قوم! الخرس فيه الأمن ... ومثل هذا الفخر يؤيد أنه صاحب طريقة فنية حاول فيها التفرد بأكثر مما يؤيد ان حياته الواقعية كانت؟ فعلا - سلسلة من التماجن. وذكره للحسن بن هانيء (أبي نواس) في هذه القطعة وفي غيرها يدل على إعجاب خاص، ولكن ليس من الضروري أن يكون الإعجاب شاملا للطريقة المجونية بل ربما كان اكثر مجونه في أزجاله تقليدا لهذا الشاعر المشرقي. أضف إلى ذلك أن طلب " الشهرة " كان موجها قويا له، وكان هذا الحافز قويا بسبب من روح التحدي نحو الفقهاء في عصره