وهو الذين يصفهم في ديوانه بالرياء والنفاق.

وتكمن ميزة ابن قزمان الكبرى في قدرته على النقل الواقعي والتصوير التحليلي الدقيق وإدخال الحركة القصصية في أزجاله، وتمثيله الصوتي في المواقف الدرامية، وظرفه في معالجة موضوعه حتى حين يسف في الكدية أو يفحش في القصص.

فهو حين يقص علينا قصة رجل جاء لزيارته، وخرجت إليه الخادم لتراه، فقال لها: قولي لسيدك إن إنسانا يريد ان يراك، وكلمت الخادم سيدها فقال لها قولي له: " طلع للرقاد وهو بالخيار إما أن ينتظر أو يذهب " وتبلغه الخادم ذلك فيرد عليها الزائر إنه إنسان اسمه ذهب " فما ان سمع ابن قزمان هذه اللفظة حتى طار إلى وسط الدويرة أو كاد يطير وعثر عند البير؛ ثم كيف اخذ يرحب به ويشتم الخادم وينسب إليها التقصير ويبالغ في الترحيب ويتفنن في طرق التسليم والسؤال عن الصحة وكيف ومتى، ويردده: الله يعلم محبتي فيك واني مسرور فرح بك؟ حين يقص علينا هذه القصة نشعر تماما أي طواعية استطاع الزجل أن يمنح صاحبه، وما قيمة الإسهاب الواقعي في رسم صورة قد يعجز عنها كل من الشعر والموشح (?) :

جان زاير وقف لباب الدار ... ليت بعد يا أخي قد زار قامت الخادم أن تنظر من كان ... قلها قل جي يراك إنسان ... أنت مشغول بهم اليوم زمان ... كان بودك تراه بليل ونهار ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015