ديوانه متجاوزين (96، 97) دون مقدمة غزلية، أولهما في مدح شخص يدعى أبا جعفر احمد البلنسي الصراف وكيف ان خصاله الحميدة لا تحصر، وان فيه سبعة أشياء جرى عليها الاتفاق: " كاتم السر، واسع الأخلاق، حر صادق وفي كريم ضياف "؛ ويتوصل الزجال بعد ذلك إلى ميزة ينفرد بها البلنسي وهي انه يشرب ولا يسكر، ولا تتغير حاله:
إنما يجعل الشراب صب صب ... وترى فم فالقطيع عب عب (?) ... وهُ هابط لمعده دب دب ... ثم لا اتكا ولا إنعطاف ... ثم إن يشرب وداد كل أجد ... ويغطى لمن سكر ورقد ... وهُ جالس ينتظرك مثل الأسد ... ويلاطفك غاية الألطاف ... أما الصورة الثانية التي تتلو هذه المتقدمة فهي في مدح ابن الحاج، وبمقداره ما جاءت الأولى بعيدة عن المثال الديني جاءت الثانية دينية خالصة:
ظهرت سنة محمد ... وانصقل مرا الإسلام
رجع ابن الحاج قاضي ... فأدام الله ذا الأيام
وصل المظلوم لحق ... وانتصف غني ومسكين
يحضر الإنكار والإقرار ... ويقع الفصل في الحين