وهذا الرجل الذي نتصوره لاهيا، يتمثل لنا على وجه جديد إذ يقول في هذا الزجل:

ذا هُ سلطان كما يقال سلطان ... إن يحكم بالسنة والقرآن ... وذكا لس نفس عليه شيطان ... ينتلف عنده الذكا ويحير ... ما في علمي وما سمعت نقول ... ندر انك نصرت دين الرسول ... وربطت وكان بعد محلول ... حتى لس كان بقي لُ غير يسير ... ولا يختلف مدحه للقاضي ابن حمدين عن هذه الروح نفسها إلا بمقدار ما يقتضيه المقام، فنراه يقول في بعض مدائحه الكثيرة معبرا عن فرحته بعودة ابن حمدين للقضاء (?) :

رطبت انفس الخلق ... وجرى فيهم الدم

ورجع كل مهموم ... قلب أبيض بلا هم

لا خلاف بين الإسلام ... ان لو لم تقدم

كترى ذي الجزير ... والبلا فيه مصبوب وقد يكون من المستطرف هنا ان يقابل الدارس بين زجلين وردا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015