- لولا ذلك لحسبنا ان ابن قزمان نفسه هو الذي عمد إلى هذا الغزل. ومن يدري فربما كان كثير من أزجاله الغزلية في ديوانه على هذا النحو دون أن يصرح بذلك.

وقد جاء في أول الديوان زجلان كتب في عنوانيهما إنه يتغزل في الوشكي ويمدحه معا، فالوشكي إذن لا يرى بأسا في ان يسمع غزل ابن قزمان فيه وهو في الوقت نفسه يحثه على أن يكتب أغزالا على لسانه. وليست الغرابة في هذا اللون من التصوير الفني الذي مارسه ابن قزمان بمقدار ما هنالك من غرابة في هذه الطبقة الاجتماعية التي يمثلها " الأمير أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الوشكي " الغلام الجميل، الذي كان يتردد على ابن قزمان: " ولم يزل يأخذ نفسه بزيارتي وافتقادي، ويشتمل شرف مذهبي فيه واعتقادي، فجريت مدة اختلافه علي، وتكراره بالزيارة إلي، من المذاهب الطريفة والمقاطع الحلوة، ما تضيق عنه البطاقة، وتضعف عن جمعه القوة والطاقة " (?) .

وقد أثر اختلاف المواقف في طبيعة أزجال ابن قزمان، فهو في مواقف الجد الخالص، يبدأ مادحا دون مقدمات غزلية مثل قوله (?) :

مثل ابن تشفين يقال أمير ... والخلافة من بعد عادت تسير بارك الله في هاذا الأيام ... تجي أعوام إذا مضت أعوام ... ويجعلهم سلاطين الإسلام ... ونصرهم كماه نعم النصير ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015