الممدوح دائما طابعا للزجل الواحد، وكان ممدوحوه متفاوتين فيهم الأمير المرابطي والفقيه والقاضي مثل ابن حمدين، والوزير مثل ابن زهر والشاب الجميل المحب للغلمان مثل الوزير الوشكي. فإذا مدح ناسا من ذوي المراكز الاجتماعية العالية أو أهل الجد، فهو جاد يتحدث عن الانتصار في المعركة وعن فضيلة الجهاد والعدل وصلاح الحال والكرم. وان مدح " العيار " الجميل تفنن في المجون وخلط المدح بالغزل، وقد كان الممدوح من هذه الطبقة الثانية هو الذي يقترح عليه أحيانا ما يضمنه زجله، ففي الزجل (69) يعدد أسماء الغلمان ذوي الملاحة نزولا على طلب الوشكي:
لحبيب قلبي اقتراح ... نمدح الصبيان الملاح ويختم زجله بقوله: " لولا ات لس كنعمل " أي لولا أنت لما كنت أعمل هذا الزجل.
وثمة شاهد آخر قوي الدلالة في جملته، فقد ورد في صدر القطعة الزجلية التي اوردها ابن مباركشاه في السفينة هذه العبارة: " وقال في الجياني على لسان الوشكي " (?) ، أي أن ممدوحه هذا كلفه أن يعمل غزلا في احد الغلمان على لسانه؟ لسان الوشكي - ولولا أن ابن قزمان صرح في آخر هذا الزجل بأن الامر كذلك:
والله إني مطبوع ... ولساني فاين
واش هُ في ذا الممدوح ... من كلام رايق
لسن أنا فيه عاشق ... غيري هو العاشق
الضمير هُ الوشكي ... واللسان قزماني