الزجل لا تنفي التغني به؛ نعم إن الكتابة نقلت الزجل من دور الأغنية الشعبية وساعدت على حفظه وأكدت الاهتمام به، ومعنى ذلك أن القابلية لتلقي الأزجال قد اتسعت وشملت طبقات جديدة من الناس لم تكن ترى في الأغنية الشعبية إلا تلهية عابرة، ولكن ليس هناك ما يحول دون اتخاذ هذا اللون الجديد من الزجل مادة للغناء. وربما كان الخطأ في نظريته افتراضه أن الزجال لا يد من ان يكون ذا دور في التغني بزجله، وافتراضه أيضا أن الزجل والموشحة فن واحد لا يفترق أحدهما عن الآخر إلا في المستوى اللغوي، فالموشحة تطلق على المهذب من الزجل (?) . وهذا رأي أراني خالفته في أصول ما كتبته عن الموشحات من قبل.

3 - العلاقة بين الموشح والزجل:

حين تحدثت عن الموشح بينت مبنى الوحدة الواحدة فيه، أما الوحدة في الزجل أو " الدورة " فتكون في الغالب من قفل ذي أربعة اشطار (دون قافية في آخر الأول والثالث) ومثاله من أزجال ابن قزمان (?) :

يا جوهر الجلال ... يا فخر الأندلوس

طول ما نكن بجاهك ... لس نشتكي بوس ويلي هذا القفل غصن من ستة اشطار (لا تقفى فيها الآحاد)

صار الزمان صديقي ... أراد أو لم يريد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015