متداول بين الشعراء والوشاحين، وفن شعبي لا سند له من التراث المكتوب، وان جمهور الزجل لم يكن الشعب في الأزقة والحارات كما لم يكن أيضا الجماعة الضيقة المحدودة التي نظم لها الشعراء القصائد (?) " ولا ريب في ان الدكتور الأهوائي لم يرد أن ينفي نظرية ريبيرا إطلاقا، وهو نفسه يقر بأن جماعات الصوفية كانوا يمشون في الأسواق ويتغنون بأزجال الششتري، وإنما هو يدخل عليها بعض التعديل، حين أصبح الزجل فنا يكتب ويحاكم إلى ما فيه من صور وأخلية جميلة، ويخص به ممدوح واحد.
ويبدو لي أن نظرية ريبيرا ستظل صحيحة في مجملها، وقد جاء في رسالة؟ من رسائل الحسبة - لابن عبد الرؤوف: " ويمنع الذين يمشون على الأسواق بالأزجال والأزياد (؟) وغيرها، أن لا يكونوا (?) في وقت ينفر فيه للجهاد، ويمشي فيه غالى الحجاز، فيحرضون الناس على ذلك بما يوافق المعنى فلا بأس بذلك " (?) وهذا النص يعني أن هناك ناسا يمرون في الأسواق منشدين الأزجال، وأن هذا الفقيه ينصح بمنعهم، إلا إن رددوا أزجالا في وقت الجهاد ملائمة لمعنى الحث عليه وامداحا نبوية في مواسيم الحج. وقد تكون رسالة ابن عبد الرؤوف متأخرة في تاريخها، ولكن الظاهرة الاجتماعية التي تصورها، ربما كانت استمرارا لما ألفه الناس من مهمة الزجل في فترات مبكرة. ثم ان تخصيص الزجل بمدح شخص قد ذكر اسمه فيه يمنع هؤلاء القوالين والمكدين من التصرف وتغير اسم الممدوح ووضع اسم ممدوح جديد. وكذلك فان كتابة